279

Al-Tawḍīḥ al-Rashīd fī sharḥ al-tawḥīd

التوضيح الرشيد في شرح التوحيد

Genres

- المَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ) هَلْ يَصِحُّ قَوْلُ مَنْ يُجِيْبُ عَنْ أَمْرٍ مِنَ الأُمُوْرِ الكَوْنِيَّةِ (غَيْرِ الشَّرْعِيَّةِ) بِقَوْلِهِ (اللهُ وَرَسُوْلُهُ أَعْلَمُ)؟
الجَوَابُ: لَا يَصِحُّ، وَذَلِكَ لِأَمْرَيْنِ:
١) وَفَاةُ النَّبِيِّ ﷺ وَانْقِطَاعُهُ عَنْ عِلْمِ الدُّنْيَا. (١)
٢) أَنَّ مَا يَخْتَصُّ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ مِنْ جِهَةِ العِلْمِ - عَنْ سَائِرِ النَّاسِ فِي حَيَاتِهِ أَصْلًا هُوَ عِلْمُ الشَّرِيْعَةِ وَلَيْسَ أُمُوْرُ الدُّنْيَا. (٢)

(١) وَفِي الحَدِيْثِ أَنَّهُ يُقَالُ لِلنَّبِيِّ ﷺ (إنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثوا بَعْدَكَ) رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ مَرْفُوْعًا. رَوَاهُ البُخَارِيُّ (٦٥٨٦)، وَمُسْلِمٌ (٢٤٧).
وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى عَنْ عَيْسَى ﵊ ﴿وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيْدًا مَا دُمْتُ فِيْهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيْبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيْدٌ﴾ (المَائِدَة:١١٧).
(٢) وَفِي صَحِيْحِ مُسْلِمٍ (٢٣٦٣): بَابُ وُجُوْبِ امْتِثَالِ مَا قَالَهُ شَرْعًا دُوْنَ مَا ذَكَرَهُ ﷺ مِنْ مَعَايِشِ الدُّنْيَا عَلَى سَبِيْلِ الرَّأْي - عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوْعًا - وَفِيْهِ: (أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ).
وَفِي لَفْظٍ لِمُسْلِمٍ أَيْضًا (٢٣٦١) عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ﵁؛ قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ ﷺ بِقَوْمٍ عَلَى رُءُوْسِ النَّخْلِ، فَقَالَ: (مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ؟) فَقَالُوا: يُلَقِّحُوْنَهُ، يَجْعَلُوْنَ الذَّكَرَ فِي الأُنْثَى فَيَلْقَحُ، فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ: (مَا أَظُنُّ يُغْنِي ذَلِكَ شَيْئًا!)، قَالَ فَأُخْبِرُوا بِذَلِكَ فَتَرَكُوهُ، فَأُخْبِرَ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ بِذَلِكَ فَقَالَ: (إِنْ كَانَ يَنْفَعُهُمْ ذَلِكَ فَلْيَصْنَعُوْهُ؛ فَإِنِّي إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَنًّا، فَلَا تُؤَاخِذُوْنِي بِالظَّنِّ، وَلَكِنْ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنِ اللهِ شَيْئًا، فَخُذُوا بِهِ، فَإِنِّي لَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللهِ ﷿.

1 / 279