276

Al-Tawḍīḥ al-Rashīd fī sharḥ al-tawḥīd

التوضيح الرشيد في شرح التوحيد

Genres

- قَوْلُهُ (وَالاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُوْمِ): هُوَ نِسْبَةُ السُّقْيَا إِلَى النُّجُوْمِ، وَيَشْمَلُ أَيْضًا مَا هُوَ أَعْظَمَ مِنْ ذَلِكَ وَهُوَ أَنْ تُطْلَبَ السُّقْيَا مِنَ النُّجُوْمِ، كَحَالِ الَّذِيْنَ يَعْتَقِدُوْنَ أَنَّ الحَوَادِثَ الأَرْضِيَّةَ تَحْصُلُ بِالنُّجُوْمِ نَفْسِهَا، وَهَذَا هُوَ مِنْ شِرْكِ الرُّبُوْبِيَّةِ.
- قَوْلُهُ (وَالنِّيَاحَةُ): النِّيَاحَةُ مِنَ الكَبَائِرِ، وَهِيَ رَفْعُ الصَّوْتِ عِنْدَ المُصِيْبَةِ (١)، وَشَقُّ الجَيْبِ وَنَحْو ذَلِكَ، وَهِيَ مُنَافِيَةٌ لِلصَّبْرِ الوَاجِبِ. (٢)
وَإِنَّمَا كَانَتْ جَاهِلِيَّةً لِأُمُوْرٍ؛ مِنْهَا:
١) أَنَّهَا لَا تَزِيْدُ النَّائِحَ إِلَّا شِدَةً وَحُزْنًا وَعَذَابًا.
٢) أَنَّهَا تُهَيِّجُ أَحْزَانَ غَيْرِهِ.
٣) أَنَّهَا تَسَخُّطٌ عَلَى قَدَرِهِ تَعَالَى وَاعْتِرَاضٌ عَلَيْهِ.
٤) أَنَّهَا لَا تَرُدُّ القَضَاءَ، وَلَا تَرْفَعُ مَا نَزَلَ.
- قَوْلُهُ (تُقَامُ يَوْمَ القِيَامَةِ): أَيْ: تُقَامُ مِنْ قَبْرِهَا.
- قَوْلُهُ (وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ): السِّرْبَالُ: الثَّوْبُ السَّابِغُ كَالدِّرْعِ، وَالقَطِرَانُ مَعْرُوْفٌ، وَيُسَمَّى (الزِّفْتَ)، وَقِيْلَ: إِنَّهُ النُّحَاسُ المُذَابُ.
- قَوْلُهُ (وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ): الجَرَبُ: مَرْضٌ مَعْرُوْفٌ يَكُوْنُ فِي الجِلْدِ، يُؤَرِّقُ الإِنْسَانَ، وَرُبَّمَا يَقْتُلُ الحَيَوَانَ، وَالمَعْنَى أَنَّ كُلَّ جِلْدِهَا يَكُوْنُ جَرَبًا بِمَنْزِلَةِ الدِّرْعِ، وَإِذَا اجْتَمَعَ قَطِرَانٌ وَجَرَبٌ زَادَ البَلَاءُ.
وَالحِكْمَةُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّها لَمَّا لَمْ تَتَلَبَّسْ بِلِبَاسِ الصَّبْرِ عِنْدَ المُصِيْبَةِ؛ فَإِنَّهَا تُعَاقَبُ بِلِبَاسِ العَذَابِ - وَهُوَ سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ - فَكَانَتِ العُقُوْبَةُ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ.
- (الحُدَيْبِيَّةُ) فِيْهَا لُغَتَانِ: التَّخْفِيْفُ - وَهُوَ أَكْثَرُ -، وَالتَّشْدِيْدُ؛ وَهِيَ اسْمُ بِئْرٍ سُمِّيَ بِهَا المَكَانُ، وَهَذَا المَكَانُ قَرِيْبٌ مِنْ مَكَّةَ - بَعْضُهُ فِي الحِلِّ وَبَعْضُهُ فِي الحَرَمِ - نَزَلَ بِهِ الرَّسُوْلُ ﷺ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ مِنَ الهِجْرَةِ لَمَّا قَدِمَ مُعْتَمِرًا، فَصَدَّهُ المُشْرِكونُ عَنِ البَيْتِ، وَيُسَمَّى الآنَ (الشّمِيْسِيُ).
- قَوْلُهُ (سَمَاءٍ): أَيْ: مَطَرٍ، وَأُطلقَ عَلَيْهِ (سَمًا) لِكَوْنِهِ يَنْزِلُ مِنْ جِهَةِ السَّمَاءِ، وَكُلِّ جِهَةِ عُلُوٍ تُسَمَّى سَمَاء. (٣)

(١) قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ عُثَيْمِيْن ﵀ فِي كِتَابِهِ (القَوْلُ المُفِيْدُ) (٢٤/ ٢): (وَالنِّيَاحَةُ: رَفْعُ الصَّوْتِ بِالبُكَاءِ عَلَى المَيِّتِ قَصْدًا عَلَى سَبِيْلِ النَّوْحِ كَنَوْحِ الحَمَامِ).
(٢) وَسَيَأْتِي الكَلَامُ عَلَيْهِ فِي بَابِ (مِنَ الإِيْمَانِ بِاللهِ الصَّبْرُ عَلَى أَقْدَارِ اللهِ) إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.
(٣) قَالَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ ﵀ فِي كِتَابِهِ (فَتْحُ البَارِي) (٥٢٣/ ٢).

1 / 276