Aswaaq Al-Arab fi al-Jahiliyyah wa al-Islam

Sacid Afghani d. 1417 AH
24

Aswaaq Al-Arab fi al-Jahiliyyah wa al-Islam

أسواق العرب في الجاهلية والإسلام

Publisher

-

Edition Number

-

Genres

ويستمتع قوم بأمتعة قوم ليعتدل القسم وينتظم التدبير. قال الله ﷿: ﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا﴾ ١، وقال الله تعالى: ﴿وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا﴾ ٢" ا. هـ. ومما يجب أن يقف عليه النظر والتأمل إشارات عارضة في صدد جدل القرآن الكريم لمشركي مكة، فإن المتأمل ليجد فيها دلالات بعيدة على عظم ما شغلت أمور التجارة من أفكارهم وخواطرهم، وذلك عند مثل قول الله: ﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ ٣ فالمفسرون يذكرون في سبب نزول الآية أن المشركين قالوا: "لم لا يوحي إليه ربه أثمان السلع فنشتريها حين ترخص ونبيعها حين تغلو، فتزداد أموالنا؟ ".

١ سورة الزخرف: الآية ٣٢. ٢ سورة السجدة: الآية ١٠. كتاب البلدان، "ليدن" ص٢٥١. ٣ سورة الأعراف: الآية ١٨٨، وانظر الكلام عليها في: لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي، وتفسير الخازن، وغيرهما.

1 / 28