41

أغدقت على دوري سيلا من القبلات التي لها صوت مسموع، بينما تسمرت دوري في مكانها تتلقى القبلات وكأنها طفلة في الخامسة من عمرها.

ما قالته دوري هو أنها والسيد سبيرز خططا لإتمام «شكل من الزواج»، سألتها ميليسينت عما تعنيه: «هل تعنين حفل زفاف؟ أهذا ما تعنينه؟» أجابت دوري: «نعم.»

بدأت موريل في شق الحرير بالمقص قائلة إن شخصا آخر كان يجب أن يقوم بهذه المهمة، وإنه إذا قدر لها أن تقوم بها مجددا فلن تفعلها في مكان كهذا.

سرعان ما اعتادوا على الأخطاء، الأخطاء والتصحيحات. في وقت متأخر بعد ظهر كل يوم، عندما تصل موريل، كانوا يتعاملون مع مرحلة جديدة - القص والتشبيك بالدبابيس، والتسريج، والحياكة - بأسنان مطبقة وصيحات غاضبة. اضطررن إلى تغيير النمط وهن يعملن، بما يسمح لهن بالكشف عن المشكلات غير المتوقعة؛ مثل ضيق الأكمام، وتجميع القماش الحريري الثقيل عند الخصر، والأجزاء الغريبة التكوين في جسد دوري. كان وجود دوري يعرض المهمة للخطر؛ ولذا فقد أوكلتا إليها مهمة إزالة القصاصات وملء البكرات. وكانت كلما جلست إلى ماكينة الخياطة عضت على لسانها.

أحيانا لم يكن ثمة شيء تفعله، فكانت تجوب المكان من غرفة إلى أخرى في بيت ميليسينت، وتتمهل لتتطلع من النوافذ على الثلج وطبقة الجليد الرقيقة، ونهاية الشتاء الذي يغطي الأرجاء بالخارج، وإلا كانت تقف كوحش سهل الانقياد في ملابسها الداخلية الصوفية التي كانت تفوح برائحة جسدها، بينما انشغلا بشد الفستان حولها.

تولت موريل مسئولية الملابس. كانت تعلم ما يتعين وجوده، يجب أن تكون هناك ملابس أخرى بخلاف فستان الزفاف، يجب أن يكون هناك ثوب للخروج، وثوب للنوم ليلة الزفاف، وروب يناسبه، وبالطبع مجموعة جديدة كليا من الملابس الداخلية، وجوارب حريرية وحمالة صدر - وهي الأولى التي سترتديها دوري على الإطلاق.

لم تكن دوري على دراية بأي من ذلك، قالت: «كنت أعتبر فستان الزفاف العقبة الأساسية، ولم أستطع أن أفكر في شيء سواه.»

ذاب الثلج، وامتلأت الجداول بالمياه. لا بد أن جرذان المسك تسبح الآن في المياه الباردة برشاقة وحماس حاملة كنزا من الفرو على ظهورها. لو جالت الفخاخ بخاطرها، فإنها لم تكن تفصح عن ذلك. النزهة الوحيدة التي قامت بها تلك الأيام كانت عبر الحقل من بيتها إلى بيت ميليسينت.

حفزت التجربة موريل، فصممت معطفا على أعلى مستوى من الصوف، خمري اللون، عالي الجودة، وألحقت به بطانة. أهملت بروفات جوقتها.

كان على ميليسينت أن تفكر في غداء الزفاف، كان من المقرر إقامته في فندق برونزويك. ولكن، من الذي سيدعى للحضور بخلاف القس؟ كثير من الناس يعرفون دوري، لكنها مشهورة في أذهانهم بالسيدة التي تترك الأرانب المسلوخة على أعتاب الأبواب، المرأة التي كانت تجوب الحقول والغابات مع كلبها وفي يديها بندقيتها، المرأة التي خاضت في الجداول المغمورة بالمياه مرتدية حذاءها المطاطي الطويل. قليل هم من كانوا يعرفون آل بيك القدامى، ولو أن الجميع كانوا يذكرون ألبرت وكانوا يحبونه. لم تكن دوري محط سخرية - ثمة شيء كان يوفر لها الحماية من سخرية الآخرين؛ إما شعبية ألبرت وإما فظاظتها ومهابتها - لكن أنباء زواجها أثارت بعض الاهتمام الذي لم يكن ودي الطابع قط. كان الناس يتكلمون عن الأمر باعتباره حدثا عجيبا، ومخزيا بعض الشيء، وربما كان خدعة. قال بورتر إن الناس كانوا يراهنون على ما إن كان العريس سيحضر أم لا.

Unknown page