116

اضطررت إلى الجثوم أثناء الخياطة؛ لذا تمددت تقريبا إلى جانبه فوق الأرض. خيطت حول رأسه أولا بعد أن ثنيت الملاءة فوقه؛ لأنني كنت أنظر إلى عينيه وفمه. خرج جورج، وأدركت من الصوت الذي تخلل أصوات العاصفة أنه كان يفعل ما أخبرته به، وأحيانا ما كانت تقذف قطعا من الأخشاب بفعل الرياح وترتطم بجدار المنزل. واصلت الخياطة، وعند كل جزء منه يتوارى داخل الملاءة أقول بصوت عال: أوشك الأمر على الانتهاء، أوشك الأمر على الانتهاء. طويت الملاءة فوق رأسه جيدا، لكن عند قدميه لم يتبق جزء كاف من الملاءة لتغطيته؛ لذا خيطت التنورة الداخلية المغزولة التي صنعتها بالدار كي أتعلم الحياكة ، وهكذا غطي تماما.

خرجت لمساعدة جورج. كان قد أزاح الحطب كله بعيدا، وكان يحفر. كانت الأرض رخوة بدرجة ملائمة، كما توقعت. كان يمسك بالمعول؛ لذا أمسكت بالجاروف العريض وأخذنا نعمل في جد؛ تولى هو الحفر وقلقلة التربة، وأنا توليت العمل بالجاروف.

بعد ذلك أخرجناه من المنزل. لم نستطع آنئذ حمله معا من ساقيه؛ لذا أمسك به جورج من عند الرأس، وأنا أمسكت به من عند كاحله حيث وضعت التنورة الداخلية، ثم دحرجناه داخل الأرض وشرعنا مرة أخرى في مواراته. أمسك جورج بالجاروف وبدا أنني لا أستطيع دفع الكثير من الثرى بالمعول، فأخذت في دفع الثرى بيدي وركله بقدمي بأية طريقة ممكنة. عندما أعدنا الثرى داخل الحفرة مرة أخرى، أخذ جورج يدكها لتصير مستوية، باستخدام الجاروف، قدر استطاعته، ثم نقلنا الحطب مرة أخرى إلى مكانه بعد أن فتشنا عن مكانه بين الثلوج، ثم كدسناه على النحو الصحيح بحيث لم يبد أن أحدا حركه. لا أظن أننا كنا نرتدي قبعة أو وشاحا، لكن الجهد أشعرنا بالدفء.

أخذنا معنا إلى الداخل مزيدا من الحطب من أجل المدفأة وأغلقنا الباب بالعارضة. مسحت الأرض وقلت لجورج: انزع حذاءك ثم اخلع معطفك. فعل جورج ما أخبرته به. جلس بجانب المدفأة. أعددت الشاي من أوراق النعناع البري بالطريقة التي علمتنا إياها السيدة تريس، ووضعت فيه قطعة من السكر. لم يرغب جورج في احتساء الشاي. قلت له: أهو شديد السخونة؟ سأتركه حتى يبرد، لكنه رفض احتساءه عندما برد أيضا، فبدأت أنا الحديث وقلت له: أنت لم تقصد فعل ذلك.

حدث ذلك في ثورة غضبك. لم تقصد ما تفعله.

شاهدت في أوقات أخرى ما كان يفعله بك؛ رأيته وهو يطرحك أرضا نظير أمور تافهة وأنت تنهض فحسب ولا تنطق بكلمة واحدة. وهذا ما فعله معي أيضا.

لو أنك لم تفعل ذلك، في يوم ما كان سيفعل ذلك بك.

أصغ إلي يا جورج، أصغ إلي.

إذا اعترفت بجريمتك ماذا سيحدث في اعتقادك؟ ستعدم شنقا؛ ستموت ولن يجني أحد نفعا من ذلك. ماذا سيكون مصير أرضك؟ الأرجح أنها ستعود إلى حيازة التاج الملكي وسيحصل عليها شخص آخر، وكل ما بذلته من عمل بها سيذهب لذلك الشخص.

ماذا سيكون مصيري هنا إذا أمسكوا بك؟

Unknown page