73

Asrar Carabiyya

أسرار العربية

Publisher

دار الأرقم بن أبي الأرقم

Edition Number

الأولى ١٤٢٠هـ

Publication Year

١٩٩٩م

الباب الثالث عشر: باب نعم وبئس [خلافهم في نعم وبئس] إن قال قائل: هل نعم وبئس اسمان أو فعلان؟ قيل: اختلف النحويون في ذلك؛ فذهب البصريون إلى أنهما فعلان ماضيان لا يتصرفان، واستدلوا على ذلك من ثلاثة أوجه: الوجه الأول: أن الضمير يتصل بهما على حد اتصاله بالأفعال، فإنهم قالوا نعما رجلين، ونعموا رجالًا؛ كما قالوا: قاما، وقاموا. والوجه الثاني: أن تاء التأنيث الساكنة التي لم يقلبها أحد من العرب هاء في الوقف، تتصل بهما، كما تتصل بالأفعال؛ نحو: نعمت المرأة، وبئست الجارية. والوجه الثالث: أنهما مبنيان على الفتح كالأفعال الماضية، ولو كانا اسمين لما بنيا على الفتح من غير عِلَّة. وذهب الكوفيون إلى أنهما اسمان، واستدلوا على ذلك من خمسة أوجه: الوجه الأول: أنهم قالوا: الدليل على أنهما اسمان دخول حرف الجر عليهما؛ وحرف الجر يختص بالأسماء، قال الشاعر١: [الطويل] ألستُ بنعم الجارِ يُؤلَفُ بيتَهُ ... أخا قِلَّةٍ أو مُعدِم المال مُصْرِمَا٢

١ الشاعر هو: حسان بن ثابت الأنصاري، شاعر الرسول ﷺ وهو من المخضرمين؛ له ديوان شعر مطبوع. مات سنة ٥٤هـ. الشعر والشعراء ١٠٤. ٢ يُؤلِف: يجعل الفقراء وَمَن انقطعت بهم السبل يألفون بيته. مُعدِم المال: فاقد المال. مُصْرِمَا: مُنْقَطِعًا. موطن الشاهد: "بِنعم الجار". وجه الاستشهاد: احتج الكوفيون بظاهر العبارة، فزعموا أن "نعم" اسم بمعنى الممدوح بدليل دخول حرف الجر عليه؛ وحروف الجر لا تدخل إلا على الأسماء. راجع الإنصاف في مسائل الخلاف: ١/ ٩٧-١٢٦.

1 / 90