130

Asrar Carabiyya

أسرار العربية

Publisher

دار الأرقم بن أبي الأرقم

Edition Number

الأولى ١٤٢٠هـ

Publication Year

١٩٩٩م

الباب السادس والعشرون: باب المفعول له [عامل النصب في المفعول له] إن قال قائل: ما العاملُ في المفعول له النَّصب؟ قيل: العامل في المفعول له، الفعلُ الذي قبله؛ نحو: "جئتك طمعًا في بِرِّك، وقصدتك ابتغاء١ معروفك" وكان الأصل فيه: "جئتك للطمع ٢ في بِرِّك، وقصدتك للابتغاء في معروفك"٣، إلا أنه حذف اللام، فاتصل الفعل به، فنصبه. [عِلَّة تعدِّي الفعل اللازم إلى المفعول له] فإن قيل: فَلِمَ تعدَّى إليه الفعل اللازم كالمتعدي؟ قيل: لأن العاقل لَمّا كان لا يفعل شيئًا إلا لِعِلّة؛ وهي٤ علة للفعل، وعذر لوقوعه؛ كان في الفعل دلالة عليه، فلمّا كان/ فيه/٥ دلالة عليه؛ تعدَّى إليه. [جواز كون المفعول له معرفة أو نكرة] فإن قيل: فهل يجوز أن يكون معرفة ونكرة؟ قيل: نعم، يجوز أن يكون معرفة ونكرةً؛ والدليل على ذلك، قوله تعالى: ﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ ٦، فـ "ابتغاء مرضاة الله" معرفة بالإضافة، و"تثبيتًا" نكرة؛ قال الشاعر٧: [الطويل] وأَغفِرُ عَوْرَاء الكريم ادِّخَارَهُ ... وأُعْرِضُ عن شَتمِ اللَّئِيمِ تَكَرُّمَا٨

١ في "س" لابتغاء. ٢ في "س" لطمع. ٣ في "س" لابتغاء معروفك. ٤ في "س" وهو. ٥ سقطت من "ط". ٦ س: ٢ "البقرة، ن: ٢٦٥، مد". ٧ الشاعر هو: حاتم بن عبد الله الطائي، أبو عديّ، فارس جاهلي، ومضرب المثل في الجود والكرم، أدرك ابناه الإسلام، وأسلما. مات سنة ٤٦ق. هـ. تجريد الأغاني ٥/ ١٩٠١-١٩٠٧. ٨ المفردات الغريبة: عَورَاء الكريم: الكلمة القبيحة، أو السقطة التي تبدر من الكريم. أُعرِض: أبتعد. موطن الشاهد: "ادِّخارَه، تَكَرُّما". وجه الاستشهاد: وقوع "ادِّخار" مفعولًا لأجله، وهو معرفة؛ لإضافته إلى الضمير، ووقع "تكرمًا" مفعولًا لأجله، وهو نكرة؛ ففي هذا دلالة على جواز مجيء المفعول له معرفة ونكرة.

1 / 147