Asrar Balagha
أسرار البلاغة فى علم البيان
Investigator
عبد الحميد هنداوي
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م
Publisher Location
بيروت
الفرق بين التشبيه والتمثيل
وإذ قد عرفت الفرق بين الضّربين، فاعلم أن التشبيه عامّ والتمثيل أخصّ منه، فكل تمثيل تشبيه، وليس كلّ تشبيه تمثيلا، فأنت تقول في قول قيس بن الخطيم:
[من الطويل]
وقد لاح في الصّبح الثريّا لمن رأى ... كعنقود ملّاحيّة حين نوّرا (١)
«إنّه تشبيه حسن»، ولا تقول: «هو تمثيل»، وكذلك تقول: «ابن المعتزّ حسن التشبيهات بديعها»، لأنك تعني تشبيهه المبصرات بعضها ببعض، وكلّ ما لا يوجد الشبه فيه من طريق التأوّل، كقوله: [من الطويل]
كأنّ عيون النّرجس الغضّ حولها ... مداهن درّ حشوهنّ عقيق (٢)
وقوله: [من الكامل]
وأرى الثّريّا في السّماء كأنّها ... قد تبدّت من ثياب حداد (٣)
وقوله: [من مجزوء الخفيف]
وتروم الثّريا ... في الغروب مراما
كانكباب طمرّ ... كاد يلقى اللّجاما (٤)
وقوله: [من المنسرح]
_________
(١) البيت هو في الأغاني لأبي قيس بن الأسلت. الأغاني: ١٧/ ١٣٤. وفي لسان العرب لأبي قيس أيضا، مادة: (ملح). والملّاحية: الملّاحي بالضم وتشديد اللام: ضرب من العنب أبيض في حبه طول، وهو من الملحة. [لسان العرب: ملح].
(٢) البيت لابن المعتز، (وهو غير موجود في ديوانه طبعة دار صادر). المداهن: جمع مدهن: وهو آلة الدهن، وهو أحد ما شذّ من هذا الضرب على مفعل مما يستعمل من الأدوات. الليث: المدهن كان في الأصل مدهنا فلما كثر الاستعمال ضموه. [لسان العرب: دهن].
(٣) البيت لابن المعتز في ديوانه ١٧٧ (طبعة دار صادر) وقبله:
قم يا نديمي نصطبح بسواد ... قد كان يبدو الصبح أو هو باد
وأرى الثريا .......... ... .................
(٤) البيتان لابن المعتز في ديوانه ص ٤٠٢، وصيغتهما والبيت قبلهما (طبعة دار صادر):
يا خليليّ هبّا ... واسقياني المداما
إذ تروم الثريّا ... في الغروب مراما
كاسيات طمرّ ... كاد يلقى اللجاما
والطّمرّ: بتشديد الراء، الطمرير والطمرور: الفرس الجواد وقيل: المشمّر الخلق، وقيل: المستفزّ للوثب والعدو، وقيل: هو الطويل القوائم الخفيف، وقيل: المستعدّ للعدو، والأنثى: طمرّة.
[لسان العرب: طمر].
1 / 73