الأصمعيات
وَهَذِه بَقِيَّة الأصمعيات الَّتِي أخلت بهَا المفضليات
1 / 15
فارغة
1 / 16
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
وَصلى الله تَعَالَى على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم وَهَذِه بَقِيَّة الأصمعيات الَّتِي أخلت بهَا المفضليات
١ - قَالَ سحيم بن وثيل الرياحى أحد بنى حميرى ١
(أَنَا ابنُ جَلَا وطلّاعُ الثَّنايَا ... متَى أضَعِ الْعِمَامَة تعرفوني)
قَالَ الْأَصْمَعِي: حَدثنَا رجل من بني ريَاح قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى الأخوص والأبيرد وهما من ولد عتاب بن هرمى يطْلب هناء فَقَالَا: إِن بلغت
1 / 17
عَنَّا سحيم بن وثيل بَيْتا وأتيتنا بجوابه؟ قَالَ: نعم هاتياه فأنشداه:
(إِن بداهتى وجراء حولى ... لذُو شقّ على الحطم الحرون)
فَلَمَّا انشده إِيَّاه عَصَاهُ وَجعل يهدج فِي الْوَادي وَيَقُول: أَنا ابْن جلا وطلاع الثنايا يُقَال للنافذ فِي الْأُمُور «طلاع الثنايا» و«طلاع أنجد» «جلا» بارز منكشف. ٢
(وَإِن مكانَنَا منْ حِميَريٍّ ... مَكانُ الليثِ من وسَطِ العرين)
1 / 18
حميرى بن ريَاح بن يَرْبُوع ٣
(وإنِّي لَا يعُودُ إلىَّ قِرنِي ... غداةَ الغِبِّ إِلَّا فِي قرين)
«الغب»: أَن تشرب الْإِبِل يَوْمًا ثمَّ تتْرك يَوْمًا وَهُوَ هُنَا معاودة قرنه إِلَيْهِ فِي الْيَوْم الثَّانِي أَي إِذا قاومني يَوْمًا وعاودني من الْغَد ٤
(بذى لبد يصد الركب عَنهُ ... وَلَا توتى فريسته لحين)
أَي إِذا افترس شَيْئا لم يتبعهُ أحد إِلَى مَوضِع فريسته إِلَّا بعد حِين. ٥
(عذَرْتُ البُزْلَ إذْ هيَ خاطَرَتنِي ... فمَا بَالي وبالُ ابنيْ لبونِ)
٦ - (وماذَا يدّري الشعراءُ منّي ... وَقد جَاوَزت رَأس الْأَرْبَعين)
يدرى: يخْتل والادراء: الختل أَي قد كَبرت وتحنكت. ٧
(أَخُو خمسن مجتمعا أشدى ... ونجدنى مداورة الشؤون)
نجدنى: حنكنى وعرفني الْأَشْيَاء منجذ: محنك مداورة: معالجة الشؤون: الْأُمُور.
1 / 19
٨ - (فَإِن علالنى وجِراءَ حَوْلي ... لذُو شِقٍّ على الضّرَعِ الظَّنونِ)
العلالة: أَن تحلب النَّاقة ثمَّ يَقُول: الَّذِي بقى منى على الْكبر [جرى] شيديد الضَّرع: الصَّغِير السن الظنون: الذى لَا يوثق بِمَا عِنْده. ٩
(سأحيى مَا حييت وَإِن ظهرى ... لمستند إِلَى نضد آمينِ)
١٠ - (كَرِيمُ الخالِ مِنْ سلَفيْ رياحٍ ... كنصْلِ السيْفِ وضّاحُ الجبينِ)
١١ - (فإنَّ قناتنا مشِظٌ شظاها ... شَدِيد مدها عنق القرين)
يُقَال «مسست شَيْئا فمشظت يدى» وَهُوَ أَن تمس جذعا فيعلق فِي يدك شَيْء من شضاه.
1 / 20
٢ - وَقَالَ خُفَاف بن نُدْبَة
١ - (ألَا طَرَقَتْ أسماءُ فِي غَيرِ مَطرَقِ ... وأنَّي إذَا حَلَّتْ بنَجرانَ نَلْتَقِي)
1 / 21
٢ - خفاف بن ندبة
٢ - (سرت كل وَاد دون رهوة دَافع ... وجلذان أَو كرم ٍبليَّةَ مُحدِقِ)
٣ - (تجاوَزَتْ الأعراضَ حتَّى توسنت ... وسادى بِبَاب دون جلذان مغلق)
٤ - (بغر الثنايا خيف الظُّلم نبته ... وَسنة رئم بالجنينة مونق)
٥ - (ولمْ أرهَا إِلَّا تعِلَّةَ ساعَةٍ ... عَلَى ساجرٍ أَو نظرة بالمشرق)
٦ - (وَحَيْثُ الْجَمِيع الحابسون براكِسٍ ... وكانَ المُحاقُ موعِدًا للتَّفَرُّقِ)
٧ - (بِوَجٍّ ومَا بَالِي بِوَجٍّ وبَالُها ... وَمَنْ يَلْقَ يَومًا جِدَّةَ الحُبِ يُخْلِقِ)
٨ - (وأبدَي شُهُورُ الحجِّ مِنْهَا مَحَاسِنًا ... ووَجْهًا متَى يَحْلُلْ لهُ الطِيبُ يُشْرِقِ)
٩ - (فإمَّا تَرينِي أقصَر اليومَ باطِلِي ... ولاحَ بياضُ الشيبِ فِي كل مفرق)
1 / 22
٢٢ - خفاف بن ندبة
١٠ - (وزايلنى ريق الشَّبَاب وظله ... وبدلت مِنْهُ سحق آخر مخلق)
١١ - (فعثرة مولى قدْ نعشتُ وأُسرةٍ ... كِرامٍ وأبطالٍ لدَي كُلِّ مَأزِقِ)
١٢ - (وحرَّةَ صادٍ قدْ نَضَحْتُ بِشَرْبَةٍ ... وقدْ ذَمَّ قَبلِي ليلَ آخرَ مُطْرِقِ)
١٣ - (ونهبٍ كجُمَّاعِ الثريا حويته ... غشاشا بمحتات القوائمِ خيفَقِ)
١٤ - (ومعشوقَةٍ طلقْتُها بمُرشَّةٍ ... لهَا سَنَنٌ كالأتحمى المُخرَّقِ)
١٥ - (فباتَتْ سِليبًا من أُناسٍ تُحبُّهُمْ ... كَئيبًا ولوْلا طعنَتي لمْ تُطَلَّقِ)
١٦ - (وخيلٍ تَعَادَى لَا هوادة بَينهَا ... شهِدت بمدلوك المعاقم محنق)
١٧ - (طَوِيل عِظَام غير خَافَ نمى بِهِ ... سليم الشظا فِي مكربات المطبق)
1 / 23
٢ - خفاف بن ندبة
١٨ - (بصيرٍ بأطرافِ الحِدابِ مُقلصٍ ... نبيلٍ يُساوى بالطِّرافِ المُرَوَّقِ)
١٩ - (إذَا مَا استحمَّتْ أرضُهُ مِن سَمَائِهِ ... جَرَى وَهْوَ مودُوعٌ وواعِدُ مِصْدَقِ)
٢٠ - (ومدَّ الشِمالُ طَعنَهُ فِي عِنانِهِ ... وباعَ كبوعِ الشادِنِ المُتَطَلِّقِ)
٢١ - (من الكاتمات الربو تمزع مقدما ... سبوقا إِلَى الغايات غير مسبق)
٢٢ - (وعته جواد لَا يُبَاع جَنِينهَا ... بمنسوبة أعراقه غير محمق)
٢٣ - (ومرقبة طيرت عَنْهَا حمامها ... نعامتها مِنْهَا بضاح مزلق)
1 / 24
٢ - خفاف بن ندبة
٢٤ - (تَبِيتُ عِتاقُ الطيرِ فِي رقَبَاتِها ... كطُرَّةِ بيتِ الفارسيِّ المُعلَّقِ)
٢٥ - (ربأتُ وَحُرْجُوجٍ جَهَدْتُ رَوَاحَها ... عَلَى لاحب ٍمِثِلِ الحَصيرِ المُشَقَّقِ)
٢٦ - (تَبِيتُ إِلَيّ عِدٍّ تقادم عَهده ... بَحر تقى حَرُّ النهارِ بَغَلفَقِ)
٢٧ - (كأنَّ محافيَر السباعِ حياضُهُ ... لتعريِسِهَا جَنْبَ الإزاءِ المُمَزَّقِ)
٢٨ - (مُعرَّس ركبٍ قافِلينَ بصرَّةٍ ... صرادٍ إذَا مَا نارُهُمْ لمْ تُحَرَّقِ)
٢٩ - (فدعْ ذَا ولكنْ هلْ تَرَى ضوءَ بارقٍ ... يضئ حبيًّاّ فِي ذُرَى مُتألِّقِ)
٣٠ - (علاَ الأكمَ منهُ وابلٌ بعدَ وابلٍ ... فقدْ أرْهَقَتْ قِيعانُهُ كُلَّ مرهق)
1 / 25
٢ - خفاف بن ندبة
٣١ - (يجر بِأَكْنَافِ البحارٍ إِلَى المَلا ... ربابًا لهُ مثلَ النَعَامِ الْمُعَلق)
٣٢ - (إِذا قلت تزهاه الرِّيَاح دنا لَهُ ... ربابٌ لهُ مِثلُ النَعامِ المُوَسَّقِ)
٣٣ - (كأنَّ الحُداةَ والمشايعَ وسْطُهُ ... وعُوذًا مطافِيلًا بأمعَزَ مَشْرُقِ)
٣٤ - (أسأَل شقا يَعْلُو العضاه غثاوه ... يصفق فِي قيعانها كل مُصَفِّق)
٣٥ - (فجاد شرورا فالستار فَأَصْبَحت ... يعار لَهُ والواديان بمودِقِ)
٣٦ - (كأنَّ الضبابَ بالصَحَارَى عَشيَّةً ... رجالٌ دعَاهَا مُستضِيفٌ لِمْوسِقِ)
٣٧ - (لهُ حدَبٌ يستخرِجُ الذئبَ كارِهًا ... يمر غثاء تَحت غَار مُطلق)
٣٨ - (يشُقُّ الحِدابَ بالصحَارَى وينتَحي ... فِراخَ العُقابِ بالحِقاءِ المحلق)
1 / 26
٣ - وَقَالَ أَيْضا
١ - (طرَقَتْ أُسيماءُ الرحالَ ودُوننَا ... مِنْ فَيدِ غَيقَةَ ساعد فكثيب)
٢ - (فالطودُ فالملكاتُ أصبحَ دونَها ... ففِراغُ قُدسَ فعمقُها فحسوب)
٣ - (فلئِنْ صرمْتِ الحبلَ يَا ابنةَ مالكٍ ... والرأيُ فِيهِ مخطيء ومُصيبُ)
٤ - (فتَعلَّمي أَنّي امرؤٌ ذُو مرَّةٍ ... فيمَا ألمَّ مِنَ الخُطوبِ صَليبُ)
٥ - (أدعُ الدناءَةَ لَا أُلابِسُ أَهلَها ... ولديَّ مِنْ كيسِ الزمانِ نَصيبُ)
٦ - (ومعبد بيض القطا بجنوبه ... ومِنَ النواعجِ رِمَّةٌ وصَليبُ)
٧ - (نفّرْتُ آمِنَ طَيْرهِ وسباعه ... ببغام مجذام الرواح خبوب)
1 / 27
٣ - خفاف بن ندبة
٨ - (أُجُدٍ كانَ الرَحلَ فوقَ مُقلِّصٍ ... عاري النواهِقِ لاحَهُ التَقريبُ)
٩ - (عَدَلَ النُهاقُ لِسانَهُ فكأنَّهُ ... لمَّا تخمط للشحاج نقيب)
١٠ - (وَلَقَد هَبَطت الْغَيْث يدْفع منكبِي ... طرفٌ كسَافِلَةِ القناةِ ذَنُوبُ)
١١ - (نَمِلٌ إذَا ضُفِزَ اللِجامَ كأنَّهُ ... رجُلٌ يُنوِّهُ باليدَينِ سَليبُ)
١٢ - (حام على دبر الشياه كَأَنَّهُ ... إِذا جد سجل نزه مَصُبوبُ)
١٣ - (بردٌ تقَحَّمَهُ الدَبورُ مَرَاتبًا ... مُلقَى ضَوَاحي بينهُنَّ لُهُوبُ)
١٤ - (مُتطلِّعٌ بالكفِّ ينهضُ مُقدِمًا ... مُتَتابِعٌ فِي جريه يعبوب)
١٥ - (ربذ الْخلاف إِذا اتلأب وَرجله ... فِي وقعها ولحاقها تحنيب)
1 / 28
٤ - وَقَالَ
١ - (يَا هِندُ يَا أختَ بَني الصاردِ ... مَا أنَا بالباقِي وَلا الخالِدِ)
٢ - (إنْ اُمسِ لَا أملكُ شَيْئا فقدْ ... أملكُ أمرَ المِنسرِ الحاردِ)
٣ - (بالضابع الضَّابِط تقريبه ... إِذْ ونت الْخَيل وَذُو الشاهدِ)
٤ - (عّبْلِ الذراعينِ سليمِ الشَّظَا ... كالسيدِ تحتَ القِرَّةِ الصارِدِ)
٥ - (يِطعنُ فِي المِسحَلِ حتَّى إذَا ... مَا بلغ الْفَارِس بالساعد)
٦ - (جد سبُوحًا غيرَ ذِي سقطةٍ ... مُستفرغٍ ميعتَهُ واعِدِ)
1 / 29
٤ - خفاف بن ندبة
٧ - (يُصيدُكَ العيرَ بِرَفِّ النَّدا ... يَحفرُ فِي مُبتكِرِ الراعِدِ)
٨ - (يُعقدُ فِي الجيدِ عليهِ الرُّقى ... منْ خيفة الْأَنْفس والحاسد)
1 / 30
قَالَ الْأَصْمَعِي: لما أرتد النَّاس أَتَى رجل من بني سليم أَبَا بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فَقَالَ: أَعْطِنِي سِلَاحا أقَاتل بِهِ فَأعْطَاهُ فقاتل بِهِ الْمُسلمين
فَقَالَ خفاف
رَحمَه الله تَعَالَى
١ - (لْم تأخُذُونَ سلاحَهُ لقتالِهِ ... ولذَاكُمُ عندَ الإلهِ أثامُ)
٢ - (لَا دِينُكُمْ ديني وَلا أنَا كافِرٌ ... حَتَّى يَزُول إِلَى صراة شمام)
1 / 31
٦ - وَقَالَ الحكم الخضرى
قَالَ أَبُو سعيد: سَمعتهَا من الحكم: ١
(إِلَيّ ابنِ بِلالٍ جَوْبَي البيدَ والدُّجَى ... بزيّافَةٍ إنْ تَسمعِ الزَجرَ تَغضبِ)
٢ - (إِذا غَضِبتْ أنْ يزْجر العيس خلفهَا ... كست خطمها من كسْوَة لم تهدب)
٣ - (زورة أسفار كَأَن ضلوعها ... تُنَاطحُ مِنْ مِسمارٍ ساجٍ مُضبَّبِ)
٤ - (مُحنَّبةُ الرجلَينِ حرف كَأَنَّهَا ... قطاة مَتى بتمم لَهَا الْخمس تقرب)
1 / 32
٦ - الحكم الخضرى
٥ - (إِذا استودَعَتْ فَرْخينِ بَيْدَاءَ قَلَّصتْ ... سماويَّةَ المُمسَى نجاةَ التَقَلُّبِ)
٦ - (فَجاءَتْ مَعَ الإشراقِ كدراءِ رادةً ... فحَامَتْ قَلِيلا فِي مَعانٍ ومَشربِ)
٧ - (فلمَّا استقَتْ طارت وَقد تلع الضُّحَى ... بِشِرْبِ قَرَتْهُ فِي زُهيدٍ مُحَبَّبِ)
٨ - (فكرَّتْ فأمَّتْ حَيْثُ جَاءَت كَأَنَّهَا ... دلاة هوَتْ مِنْ كفِّ ساقٍ ومُكْرِبِ)
٩ - (إِذا استقبَلَتْها الريحُ صدَّتْ بخطمِها ... قَلِيلا وحثَّتْ مِنْ نَجاءٍ منحب)
1 / 33
٧ - وأنشدنا أَبُو سعيد لِابْنِ لجاء التيمى
١ - (أنعتها إِنِّي من نعاتها ... ٢ مندحة السرات وادقاتها)
٣ - (مَكْفُوفَة الأخفاف مجمراتها ... ٤ سابغة الأذناب ذيالاتها)
٥ - (طوَتْ ليومِ الخِمسِ أسقياتِها ... ٦ غابِرَ مَا فيهَا على بلاتها)
1 / 34