وبكل أجرد سابح ذي ميعة ... متماحل في آل أعوج ينتمي
وقال طفيل بن عوف:
بنات الوجيه والغراب ولاحق ... وأعوج تنمي نسبة المتنسّب
وليس لهم فحل أشهر في العرب ولا أكثر نسلا، ولا الشعراء والفرسان أكثر ذكرا له وافتخارا به من أعوج.
قال الأصمعي: حدثني حبيب بن شوذب (١) -رجل من أهل نجد- وكان ينزل ضريّة (٢) قال:
حدثني أبي قال: سمعت كعب بن سعد الغنوي ينشد المرثيّة (٣) براذان (٤) أراه في زمن عمر بن الخطاب ﵁ قال:
أول ما رؤي من عدو أعوج-يعني الأكبر الذي لغنيّ (٥) -أنه أغير على الناس في يوم النّسار، وصاحب أعوج الأكبر موثقه بثمامة، فلما أغارت الخيل في وجه الصبح جال في متنه ثم صاح به ونسي الوثاق، فاقتلع الثمامة، فخرج يحف به كأنه خذروف (٦)، فسار بياض يومه، ثم أمسى
_________
(١) كذا ورد في الأصمعيات ق ٢٥ ص ٩٣.
(٢) بئر في نجد، وقيل غير ذلك. انظر معجم البلدان (ضريّة) ٣/ ٤٥٧ وما بعدها، والجبال والأمكنة ص ١٤٧.
(٣) أراد بها قصيدة كعب في رثاء أخيه أبي المغوار. مطلعها في الأصمعيات (ق ٢٥ ص ٩٥):
أخي ما أخي لا فاحش عند بيته ... ولا ورع عند اللقاء هيوب
(٤) قرية بنواحي المدينة. معجم البلدان (راذان) ٣/ ١٣.
(٥) ورد الخبر في كتاب الخيل للأصمعي ص ٣٨٢ وليس فيه هذه العبارة المستدركة، فهي للغندجاني، وقد سها فيها إذ جعل الخبر يدور حول أعوج غني بن أعصر (الأكبر) وأراه يتعلق بالأصغر، لأن يوم النّسار كان بين عامر وهوازن في جانب وأسد والرباب في الجانب الآخر، دارت الدائرة فيه على عامر وهوازن. وفيه يقول ربيعة بن مقروم مفتخرا بقومه-من أبيات:
وإذ لقيت عامر بالنّسا ... ر منهم وطخفة يوما غشوما
انظر للنسار في: العمدة ٢/ ٢٠٩ والكامل لابن الأثير ١/ ٦١٧ ومعجم البلدان ٥/ ٢٨٣.
(٦) الخذروف شيء يدوّره الصبي بخيط في يده.
1 / 36