فمن الأحاديث النبوية التي تؤكد عروبة الخيل قوله ﵌: «اركبوا الخيل فإنها ميراث أبيكم إسماعيل» (١) وبنى الدميري على هذا الحديث وغيره فقال: «أول من ركب الخيل إسماعيل ﵇، ولذلك سميت بالعراب، وكانت قبل ذلك وحشية كسائر الوحوش» (١).
وروي عن النبي ﵌ أنه قال: «أول ما خلق الله من الخيل، خلق فرسا كميتا، وقال ﷿: خلقتك عربيا، وفضلتك على سائر ما خلقت من البهائم بسعة الرزق، والغنائم تقاد على ظهرك والخير معقود بناصيتك. .» (٢).
مكانتها في العصر الجاهلي
وقد لمس العربي للفرس دوره الكبير في حياته ومصيره حتى غدا جزءا من وجوده الانساني الكريم، يصاول به الأخطار، ويدفع عنه غائلتها. .
فغدا صنوا للقوة البشرية في سواعد الأبناء وألسنة الشعراء الحداد، فكان العرب «لا يهنئون إلا بغلام يولد، أو شاعر ينبغ فيهم، أو فرس تنتج (٣).
ولكي يبقى الفرس قويا مستعدا؛ لا بد للعربي من حسن رعايته وتغذيته وإيثاره. . فساواه بأبنائه وهم عدته وأحباؤه. . يقول زيد الخيل بن مهلهل الطائي-ويكنى أبا مكنف-في فرسه الهطّال:
أقرّب مربط الهطّال إني ... أرى حربا تلقّح عن حيال
أسوّيه بمكنف إذ شتونا ... وأوثره على جلّ العيال (٤)
ومثله قول خالد بن جعفر بن كلاب في فرسه حذفة:
_________
(١) انظر جامع الأصول ٥/ ٤٥ برقم (٣٠٤٤).
(٢) الدميري ١/ ٤٤١.
(٣) العمدة ١/ ٦٥.
(٤) حلية الفرسان ص ١٥٩.
1 / 15