وأنتم يا أهل السنة هل تقولون أن الله يكون سمع، وبصر، ويد، ورجل من يحبه حقيقة؟ إن لم تقولوا بذلك فقد صرفتم الحديث عن ظاهره، لأن الله يقول: "كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها"
وجوابنا: أنه لا أحد يفهم أن ظاهر الحديث هو هذا أي أن الله يكون سمع الإنسان وبصره، ورجله، ويده حقيقة، لا أحد يفهم هذا، إلا من كان بليد الفهم، أو مظلم القلب بالتقليد أو بالدعوة الباطلة.
فالحديث لا يدل على أن حقيقة سمع الإنسان، بصره، ورجله، ويده هو الله ﷿، وحاشاه ﷿ عن ذلك، لا يدل على هذا بأي وجه من الوجوه.
اقرأ الحديث: "من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب". "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحبه إلا مما افترضته عليه". فأثبت عابدًا ومعبودًا، ومتقربًا ومتقربًا إليه، "ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه" فأثبت محبًا ومحبوبًا، "ولئن سألني لأعطينه" فأثبت سائلًا ومسئولًا، ومعطي ومعطى "ولئن استعاذني لأعيذنه" فأثبت مستعيذًا ومستعاذًا به، ومن المعلوم أن كل واحد من هذين هو غير الآخر بلا ريب.