خليفته على يد السيد الشهيد وكان إن أجاز السيد الشيخ نور محمد في جميع طرقه الصوفية وخلع عليه الخلافة.
ثم إن الشيخ نور محمد عمل على تربية شخصية فذة هو شيخ العرب والعجم الحاج إمداد الله المهاجر المكي (المتوفى ١٣١٧ هـ) الذي عمل على نشر المعارف الدينية في أرجاء العالم وقد كان المعلم والمرشد الأول للشيخ إمداد الله الشيخ السيد نصير الدين الدهاوى (المتوفى ١٢٥٦ هـ) وكان في عداد الذين رافقوا السيد الشهيد ﵀ وبايعوه واتبعوه والشيخ نصير الدين هو الذي احيى حركة الكفاح والجهاد المسلح ضد البريطانيين وحكم السيك بعد استشهاد السيد في ساحة الجهاد - فقد هاجر من وطنه واشتبك مع القوات التابعة للإنكليز والسيك في حروب دامية وتوفي الشيخ نصير الدين ﵀ في "ستانا" (إقليم الحدود).
وقد ترك السيد الشهيد روحا وثابة في نفوس الشيخ الحاج امداد الله ومشايخه وخلفائه للكفاح والجهاد المسلح ضد قوى الظلم والطغيان وكانت النتيجة إن وقعت الثورة العارمة ضد الحكم البريطاني في شبه القارة من أقصاها إلى أقصاها في سنة ١٨٥٧ الميلادية (٣ - ١٢٧٤ هـ) وهي التي سماها الكتاب الموالون للحكم البريطاني بـ "غدر ١٨٥٧".
ونزل إلى ساحة هذا الجهاد المسلح أكابر علماء ديوبند كقطب العالم الشيخ إمداد الله التانوي - وحجة الإسلام الشيخ محمد قاسم النانوتوى (المتوفى ١٢٩٧ هـ) وقطب الإرشاد الشيخ رشيد أحمد المحدث الكنكوهى (المتوفى ١٣٢٣ هـ) وآخرون من زملائهم المجاهدين الذين اتبعوهم وأبلوا بلاء حسنا ضد القوات البريطانية وأقاموا دولة إسلامية متوازية مركزها "تانابون" وأعلنوا بدء الجهاد المسلح واشتبكوا مع القوات البريطانية في عدة معارك دامية في "تانابون" و"شاملى" كان النصر فيها حليف المجاهدين المسلمين
المقدمة / 5