64

Asl Nizam Usra

أصل نظام الأسرة والدولة والملكية الفردية

Genres

systrungar

ومعناها ابن الخالة. ويقصد الشاعر أن التنكر لعلاقات الدم يكسو جرائم الإخوة. وعلى ذلك فإن ذكرى الانتساب للأم لم تكن قد محيت تماما في القرن الثامن عشر عند تأليف هذه الأغنية.

وفي أيام تاسيتس كان الانتساب للأب قد حل محل الانتساب للأم في أغلب الشعوب ومنها الألمان، وكان الأولاد يرثون الأب، وفي حالة عدم وجود أولاد كان الإخوة والأعمام والأخوال هم الورثة. وإن الاحتفاظ للخال بحق الوراثة ليثبت أن الانتساب للأب كان حديث الظهور. ونجد آثار الانتساب للأم بعد ذلك في العصور الوسطى؛ ففي هذه الفترة كانت الأبوة لا تزال موضع شك وخاصة بين رقيق الأرض. وعندما كان السيد الإقطاعي يطلب عودة الرقيق الهارب، كان يشترط في أوجسبرج وبازل وكيسر سلوتر مثلا أن تثبت تبعية الرقيق للأرض بشهادة ستة من أقربائه المباشرين في الدم وخاصة من ناحية الأم.

وهناك أثر آخر من آثار الانتساب للأم بدأ يسقط في دائرة الفناء هو احترام الألمان للجنس المؤنث، وقد كانت فتيات العائلات الأرستقراطية تعتبر أحسن رهائن لضمان تنفيذ الالتزامات لدى الألمان. ولم يكن أي شيء يستثير شجاعة الألمان في الحرب قدر خوفهم من أسر زوجاتهم وبناتهم وأخذهن كعبيد، وقد كانوا يعتبرون المرأة مقدسة، وكانوا يطلبون نصحها في أكثر الأمور. وقد كانت الراهبة فلدا في نهر لب هي الروح المحركة لثورة اللاتافيان التي هز فيها الألمان والبلجيكيين أركان الحكم الروماني في بلاد الغال. ويبدو أنه كانت للنساء السلطة العليا من المنزل. ويقول تاسيتس إن النساء والشيوخ والأطفال كانوا يقومون بكل عمل لأن الرجال كانوا يذهبون للصيد والسكر وقضاء الوقت. ولم يخبرنا تاسيتس من الذي كان يزرع الأرض، ويقول إن العبيد كانوا يدفعون إتاوات فقط ولا يجبرون على أداء أي عمل؛ وعلى ذلك يبدو أن الرجال كانوا يقومون بالزراعة.

وكما ذكرنا فيما سبق، كان شكل العائلة السائد هو العائلة المكونة من فردين، ثم تحولت بالتدريج إلى الزواج الحديث، ولم يكن الزواج الحديث مطبقا بدقة فقد كان مسموحا للنبلاء بتعدد الزوجات. وعلى عكس السلتس كان الألمان يتمسكون بالعفة المطلقة للفتيات. ويتكلم تاسيتس بإعجاب عن الاحترام المطلق لروابط الأمومة لدى الألمان، ويقول إن زنا المرأة كان السبب الوحيد للطلاق، ولكن توجد ثغرات كثيرة في تقرير تاسيتس مثل نسبة الفضيلة للرومان المنحلين.

ومن المؤكد أنه إن كان الألمان في غاباتهم مثالا استثنائيا للفضيلة فإن اتصالا بسيطا بالعالم الخارجي كان كفيلا بأن ينزل بهم إلى مستوى الأوربيين الآخرين، وفي دورة الحياة الرومانية اختفى آخر أثر للفضيلة أسرع من اللغة الألمانية. ويكفي أن نقرأ في هذا الشأن ما كتبه الرحالة جريجوري. ومما لا شك فيه أن الرفاهية الزائدة كان لا يمكن وجودها في الغابات الألمانية البدائية كما كانت موجودة في روما؛ ولذلك كان الألمان متفوقين خلقيا على العالم الروماني وليس لأنهم من جنس أرقى كما يزعم البعض.

ومن نظام السلالة نشأ التزام الشخص بوراثة عداوات وصداقات أبيه وأقاربه، كما ظهر نظام الفدية

wergild

التي تدفع ككفارة عن القتل والضرر بدلا من الانتقام للدم. ومنذ جيل واحد كان يظن أن هذه الفدية نظام خاص بالألمان، ولكن ثبت أن مئات الشعوب كانت تمارس هذا النوع المخفف من الانتقام للدم الذي كان نظام السلالة أصله. كما كانت السلالة سببا في ظهور نظام الاستضافة الذي كان يظن أيضا أنه خاص بالألمان مع أنه وجد مثلا عند الهنود الحمر. ويطابق وصف تاسيتس لكرم الضيافة عند الألمان لوصف مورجان لكرم الضيافة عند الهنود الحمر.

وقد انتهى الآن النزاع الحاد بين المؤرخين حول مسألة ما إذا كان الألمان أيام تاسيتس قد أتموا تقسيم الأرض الزراعية من عدمه؛ فقد ثبت أن الأرض الزراعية لدى كل الشعوب تقريبا كانت تزرع أولا زراعة جماعية عن طريق المجموعات العائلية المشاعية، وهو نظام وجده سيزار لدى السويفي، وبعد ذلك كانت الأرض تمنح بصفة دورية للعائلات الفردية، وظل هذا التوزيع الدوري للأرض ساريا في بعض أنحاء ألمانيا إلى يومنا هذا.

Unknown page