بسم الله الرّحمن الرّحيم
تصدير
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.
وبعد:
فإن كتب شمائل وأحوال المصطفى ﷺ من أعلى الكتب درجة، وأرفعها منزلة، وأكرمها شأنا ومكانة، لما تحويه من صور عن حياة الرسول ﷺ تصويرا دقيقا يجعلنا نقف أمام حياته لنتأملها، فتكون لنا سراجا منيرا، وسبيلا مبينا للسعادتين فى الدنيا والآخرة، وتجعلنا نقتفى أثره، ونسير على نهجه ومنهجه، حتى نهدى إلى الصراط المستقيم، وكيف لا؟ وهو الذى زكاه ربه بقوله: وَمايَنْطِقُ عَنِ اَلْهَوى فهو قرآن يمشى على الأرض.
وكتاب الشمائل هذا الذى قام بشرحه العلامة الفقيه ابن حجر الهيتمى، يعتبر من أعظم ما صنف فى شمائل النبى ﷺ، فهو الكتاب الأول المعتمد عند أهل الحديث والسير، وقد هيّأ الله لمن يقم بتحقيق شرحه الجميل الوافى: الشيخ أحمد فريد، المعروف بأبى الفوارس المزيدى، وهو من طلاب العلم الذين توسمنا فيهم الخير والصلاح، الذين تعلموا على أيدى المشايخ والعلماء الأجلاء، والله حسيبه.
ونسأل الله أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه، وأن ينفعنا وسائر المسلمين بالعلم وأهله، إنه قريب مجيب، سميع الدعاء.
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا.
وكتبه كمال عبد العظيم العنانى أستاذ الفقه العام بكلية الشريعة الإسلامية جامعة الأزهر
1 / 3
بسم الله الرّحمن الرّحيم
مقدمة التحقيق
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستهديه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله.
اللهم صلّ على محمد النبى وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم فى العالمين. . . إنك حميد مجيد.
ياأَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اَللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:١٠٢].
ياأَيُّهَا اَلنّاسُ اِتَّقُوا رَبَّكُمُ اَلَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهازَوْجَهاوَبَثَّ مِنْهُمارِجالًا كَثِيرًا وَنِساءً وَاِتَّقُوا اَللهَ اَلَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَاَلْأَرْحامَ إِنَّ اَللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:١].
ياأَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اَللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اَللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:٧٠،٧١].
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدى هدى سيدنا محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة فى النار.
أما بعد:
فلقد كان اتباع النبى ﷺ لازما لتمام محبته، والاهتداء بهديه، والاقتداء بمنهجه فى الأقوال، والأفعال، والصفات، وقد علم السلف الصالح رضوان الله عليهم مكانة السنة عندهم، فاجتهدوا فى تدوينها، خاصة ما كان من شمائله ﷺ وأوامره ونواهيه، وهيّأ الله ﵎ إماما عظيما حافظا فقيها، ليجمع كتابه الرائع البديع «الشمائل النبوية» حيث شمائل أشرف خلق البرية، محمدا ﷺ.
1 / 4
وحينما نظرت إلى مشروع هذا الكتاب المبارك وجدت أفضل شروحه على الإطلاق، شرح العلامة شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمى، حيث استفاد بمن قبله، كالقسطلانى، صاحب «الحاشية على الشمائل»، والإسفرائينى، وكان كل من أتى بعد الحافظ ابن حجر الهيتمى يقوم ليشرح الشمائل، كان لا بد له أن يرجع لأشرف الوسائل، حتى أنك أيها القارئ الكريم تجد النص متقاربا جدا، ولكن الرجوع إلى الأصل هو دأب طلبة العلم، وممن قاموا بشرح الشمائل بعد ابن حجر، الملا على القارئ، وكذلك عبد الرءوف المناوى، والبيجورى، وحسن الجمل، ومحمد بن قاسم ابن جسّوس، والدومى، واختصره البعض، كالشيخ الألبانى حفظه الله، ومحمود سامى، وأحمد عبد الجواد الدومى.
وقد اعتمدت فى شرح الكتاب على النسخ الآتية:
١ - النسخة الأصل:
وهى المحفوظة بدار الكتب المصرية-حرسها الله-تحت رقم (٤٨٧) حديث، وهى نسخة بالرغم ما بها من آثار رطوبة شديدة، وطمس، إلا أنها أتم ما اطلعت عليه من النسخ.
٢ - النسخة الثانية:
وهى أيضا من محفوظات دار الكتب المصرية، تحت رقم (٦٩٣) حديث.
وهذه النسخة بها من السقط الكثير، ولكنها تمتاز بالخط الجيد المقروء، وقد رمزت لها بالرمز (ش).
٣ - النسخة الثالثة:
وهى المحفوظة بالدار أيضا تحت رقم (١٣٦) حديث.
وهى نسخة واضحة الخط جدا، إلا أن بها بياض كثير، وسقط فى بعض المواضع، ورمزت بها بالرمز (ب).
1 / 5
منهج التحقيق
أولا: قمت بنسخ الكتاب، وتفصيله، وترقيمه، وفصل المتن عن الشرح.
ثانيا: قمت بالمقابلة للنسخ الأخرى، لإثبات الفروق اللازمة، وإملاء البياضات، والطمس، والسقط وغير ذلك، حتى يبدو النص واضحا سليما، صحيحا إن شاء الله تعالى.
ثالثا: قمت بدراسة أسانيد كتاب الشمائل، بالحكم عليها وتخريجها من كتب السنة ما استطعت لذلك سبيلا.
رابعا: قمت بتخريج أحاديث الشرح، وبذلت فى ذلك جهدا بالغا كبيرا، قدر المستطاع.
خامسا: عزو الآيات إلى سورها، مع أرقامها.
سادسا: التعليق على بعض المسائل والأقوال الواردة فى الكتاب، خاصة المسائل العقدية، وذلك بدراسته دراسة تدل على المطلوب والمقصود.
سابعا: توثيق بعض الأقوال الفقهية واللغوية وغيرها.
ثامنا: وضع فهارس للكتاب، ليسهل على القارئ معرفة أحاديث الأبواب، وكذا فهرست للموضوعات.
تاسعا: قمت بعمل ترجمة وافية للمصنف، شارح الكتاب ابن حجر الهيتمى.
عاشرا: ألحقت بالكتاب كتابا آخرا، وهو مناقب ابن حجر الهيتمى لتلميذه أبى بكر الشافعى.
وأخيرا أسأل الله جل وعلا التوفيق والسداد، ولا ندعى الكمال أبدا، بل هذا جهد المقل، وهو محاولة الاقتراب من الخير والصواب، والتعرض له «فسددوا وقاربوا». فما كان فيه من الصواب فمن فضل الله وتوفيقه، وما كان فيه من خطأ أو زلل، فمن ذنوبنا والشيطان.
ولا يسعنى إلا أن أتقدم بالشكر لمشايخى وأساتذتى، ولمن ساهم معنا فى تحقيق هذا
1 / 6
الكتاب: الشيخ حسين الحوارتى، والأستاذة شيرين علاء الدين البيومى، والأستاذة صفاء عبد العاطى.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتبه أبو الفوارس أحمد فريد أحمد المزيدى ليسانس الحديث-أصول الدين-جامعة الأزهر الأندلس-الهرم-القاهرة
1 / 7
ترجمة المصنف
* اسمه ونسبه:
هو الإمام العالم العلامة شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن على ابن محمد بن على بن حجر الهيتمى، السّعدى، الأنصارى، الشافعى، المصرى، ثم المكى.
فهو السلمنتى أصلا، والهيتمى مولدا-فى محلة أبى الهيتم-من إقليم الغربية بمصر -والوائلى السعدى نسبا-نسبة إلى بنى سعد من عرب الشرقية بمصر.
* مولده:
ولد الإمام فى شهر رجب سنة تسعمائة وتسع (٩٠٩ هـ).
* نشأته العلمية ورحلاته:
مات أبوه وهو صغير فكفله الإمامان: شمس الدين بن أبى الحمائل وشمس الدين الشناوى. وقد نقله الإمام شمس الدين الشناوى إلى مقام أحمد البدوى بقرية طنطا بمصر، وهناك قرأ مبادئ العلوم، ثم نقله بعد ذلك إلى الجامع الأزهر الشريف سنة (٩٢٤ هـ)، فأخذ عن علماء الأزهر الأفاضل ونهل من علمهم الفقه والتفسير، والحديث وغيرها من العلوم، وقد أذن له بالإفتاء والتدريس وعمره دون العشرين، وبرع فى علوم كثيرة منها التفسير، والحديث، وعلم الكلام، والفقه، والأصول، والفرائض والحساب والنحو، والصرف، والمعانى، والبيان، والمنطق، والتصوف. ومن محفوظاته: المنهاج الفرعى، ومفرداته: لا يمكن حصرها، وأما إجازات المشايخ له: فكثيرة جدا، استوعبها فى معجم مشايخه وقد قدم الإمام إلى مكة فى آخر سنة ثلاث وثلاثين، فحج وجاور بها، ثم عاد إلى مصر، ثم حجّ بعياله فى آخر سنة سبع وثلاثين، ثم حجّ سنة أربعين وجاور من ذلك الوقت بمكة، وأقام يدرس ويفتى ويؤلف ويملى بالمسجد الحرام بمكة المكرمة.
* مشايخه:
لقد أخذ ابن حجر العلم عن مشايخ كثيرين فمنهم:
١ - شهاب الدين الرملى الشافعى.
1 / 8
٢ - الشهاب بن الصائغ.
٣ - شهاب الدّين أحمد بن يحيى الأيدونى.
٤ - شهاب الدين أحمد بن أحمد الطيبى.
٥ - الشهاب بن النّجار الحنبلى.
٦ - شهاب الدين أحمد الغزّى.
٧ - الشمس المشهدى.
٨ - الشمس السمهودى.
٩ - الشمس اللّقانى الضيروطى.
١٠ - شيخ الإسلام زكريا بن محمد الأنصارى.
١١ - الشيخ عبد الحق السنباطى.
١٢ - أبو الحسن البكرى.
١٣ - شمس الدين الشنشورى.
وغيرهم خلق كثير.
* تلامذته:
أخذ العلم عن شهاب الدين ابن حجر الهيتمى خلق كثير من مختلف البلاد والأقطار، خاصة من مصر، ومكة المكرمة، حيث ما كان يدرس بالحرم الشريف، فكان يملى شرح المنهاج، والإرشاد، والشمائل، وغيرها من التصانيف النافعة، فمن تلامذته الأجلاء:
أبو عمر أبو بكر بن محمد بن عبد الله الشافعى، صاحب (مناقب ابن حجر).
* مؤلفاته:
فالمطبوع منها حسب علمنا الكتب التالية:
١ - الفتاوى الفقهية، والفتاوى الحديثية.
٢ - الزواجر فى اقتراف الكبائر.
٣ - تحفة المحتاج لشرح المنهاج للنووى.
1 / 9
٤ - الخيرات الحسان فى مناقب أبى حنيفة النعمان.
٥ - الجوهر المنظم فى زيارة قبر النبى المعظم.
٦ - الصواعق المحرقة على أهل البدع والزنادقة.
٧ - الإعلام بقواطع الإسلام فى الألفاظ المكفرة.
٨ - المنهج القويم فى مسائل التعليم.
٩ - المنح المكية فى شرح الهمزة البوصيرية.
١٠ - إسعاف الأبرار شرح مشكاة الأنوار.
١١ - فتح المبين فى شرح الأربعين (النووية).
١٢ - مبلغ الأرب فى فضائل العرب.
١٣ - كفّ الرعاع عن محرمات اللهو والسماع.
١٤ - أحاديث النكاح.
أما المخطوطات:
١ - أشرف الوسائل فى شرح الشمائل للترمذى، وهو كتابنا هذا.
٢ - الفتاوى الحديثية.
٣ - شرح مشكاة المصابيح للتبريزى.
٤ - الإمداد فى شرح الإرشاد للمقرئ.
٥ - الدرر الزاهرة فى كشف بيان الآخرة.
٦ - خلاصة الأئمة الأربعة.
٧ - تحذير الثقات من أكل الكفتة والقات.
٨ - الإيعاب فى شرح العباب.
٩ - تحرير المقال فى آداب وأحكام يحتاج إليها مؤدبو الأطفال.
١٠ - القول المختصر فى علامات المهدى المنتظر.
١١ - كنز الناظر فى مختصر الزواجر.
١٢ - تاريخ الخلفاء الراشدين.
1 / 10
١٣ - كنه أمراد فى شرح بانت سعاد.
١٤ - المطالب فى صلة الأقارب.
١٥ - الإيضاح لما جاء فى الراشدين.
١٦ - الإيضاح والبيان لما جاء فى ليلتى الرغائب والنصف من شعبان.
١٧ - النعمة الكبرى على العالم بمولد سيد بنى آدم.
١٨ - الدر المنضود فى الصلاة والسلام على صاحب المقام المحمود.
١٩ - زوائد على سنن ابن ماجه.
٢٠ - تطهير الجنان واللسان من الخوض والتفوه بثلب معاوية بن أبى سفيان.
٢١ - أربعون عدلية.
٢٢ - در الغمامة فى در الطيلسان والعذبة والعمامة.
٢٣ - تنبيه الأخيار عن معضلات وقعت فى كتاب الوظائف وأذكار الأذكار.
٢٤ - تلخيص الإصرا فى حكم الطلاق المعلق بالإبرا.
٢٥ - تطهير العيبة من دنس الغيبة.
٢٦ - النخب العلية فى الخطب.
٢٧ - قرة العين فى بيان أن التبرع لا يبطله الدين.
* عقيدته:
مع كون شيخ الإسلام ابن حجر الهيتمى علامة وإماما كبيرا له علمه وقدره ومكانته بين العلماء إلا أنه له من الأشياء ما غبّر به علمه ﵀، فمنها: نهجه نهج المتكلمة من الأشعرية حتى أنه كان يقول بتأويل الصفات، ونفى العلو والفوقية، والانتصار لمشايخ المتصوفة الغلاة. أمثال: محيى الدين ابن عربى، والقسطلانى، والجيلانى، والباقلانى، وغيرهم ممن اتبعوا نهج المتكلمة والمتصوفة، بل كان يأخذ على أكابر العلماء ومشايخ الإسلام أعمدة أهل السنة والجماعة وناصرى مذهبهم كشيخ الإسلام ناصر السنة وقامع البدعة: أحمد بن تيمية ﵀ وقدس سره وروحه، وكذا تلميذه الإمام العالم الهمام شمس الدين والإسلام ابن قيم الجوزية رحمهما الله تعالى. فقد أخذ عليهما بل ودعا عليهما أيضا، فنسأل الله أن يغفر لنا وله وأن يسامحه. . اللهم آمين.
1 / 11
* مكانته العلمية وثناء العلماء عليه:
قال الفقيه المؤرخ الأديب ابن العماد الحنبلى ﵀: وبالجملة فقد كان شيخ الإسلام خاتمة العلماء الأعلام بحرا لا تكدره الدلا، إمام الحرمين كما أجمع عليه الملا، كوكبا سيارا فى منهاج سماء السارى يهتدى به المهتدون تحقيقا لقوله تعالى: وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ واحد العصر، وثانى القطر، وثالث الشمس والبدر، أقسمت المشكلات إلا تتضح إلا لديه، وأكدت المعضلات ألبتها أن لا تنجلى إلا عليه لا سيما فى الحجاز عليها قد حجر ولا عجب فإنه المسمى بابن حجر.
* وفاته:
توفّى ﵀ بمكة فى رجب، ودفن بالمعلاة على تربة الطبريين سنة تسعمائة وثلاثة وسبعين (٩٧٣ هـ) (١).
وكتبه أبو الفوارس أحمد فريد أحمد المزيدى الشافعى السلفى ليسانس الحديث-أصول الدين-جامعة الأزهر الأندلس-الهرم-القاهرة
_________
(١) مصادر ترجمته: شذرات الذهب لابن العماد الحنبلى (٨/ ٣٧٠،٣٧١)، البدر الطالع للإمام الشوكانى (١/ ١٠٩)، هدية العارفين لإسماعيل باشا البغدادى (٥/ ١٤٦)، النور السافر للعبدروسى (٢٨٧،٢٩٨)، تاريخ آداب اللغة العربية (٣/ ٣٣٤،٣٣٥)، جلاء العينين لمخير الدين الألوسى (١٣٧،١٣٩)، الأعلام للزركلى (١/ ٢٣٤)، معجم المؤلفين (١/ ٢٩٣،٢٩٤)، ريحانة الألباب للخفاجى (٢١١،٢١٢)، كشف الظنون لحاجى خليفة (٥٧،٦٠،١٢٨، ٣٠٧،٦٢٠،٧٣٥،١٠٥٩،١٠٨٣،١٣٢٤،١٣٤٩،١٥٠٢،١٨٧٦)، إيضاح المكنون للبغدادى: (١/ ١٥،٧٧،٨١،١٢٨،١٦١،٢٣٠،٢٣٣،٢٣٤،٢٤٩،٢٩٤،٤٤٦، ٤٥٠،٤٥١،٦١٤)، (٢/ ٢٤١،٢٥٣،٤٢٥،٤٩٦،٥١٠،٥٤٣،٥٦٥،٦٦١)، فهرس الأزهرية (٢/ ٤٣١)، فهرس الخديوية (٥/ ٥١،٥٢،٧٦،٧٧)، فهرس مخطوطات الظاهرية، فهرس مخطوطات المدنية، ودار الكتب المصرية، دائرة المعارف الإسلامية (١/ ١٣٣)، ومجلة المجمع العلمى العربى بدمشق (٢٠/ ٥٣٠).
1 / 12
ترجمة موجزة لمصنف الشمائل
هو الحافظ الإمام الفقيه الورع: أبو عيسى محمد بن سورة الترمذى الضرير.
صاحب «الجامع الصحيح» أحد الكتب الستة، وصاحب «العلل الكبير»، و«التاريخ»، و«الزهد»، و«الأسماء والكنى»، و«الشمائل النبوية».
قال فيه ابن حبان: «كان ممن جمع وصنف، وحفظ وذاكر».
وقد أخذ العلم عن أجلاء وعلماء ومشايخ الدنيا فى عصره، منهم: الإمام البخارى، ومسلم، وأبو داود، وقتيبة بن سعيد، وغيرهم كثير.
وأخذ عنه العلم والرواية خلق كثير، منهم: محمود بن غيلان، ومكحول بن الفضل، ومحمد بن المنذر، وغيرهم.
وتوفى الإمام سنة تسع وسبعين ومائتين، رحمه الله تعالى.
...
1 / 13
صورة الصفحة الأولى من النسخة الأصل لكتاب أشرف الوسائل
1 / 15
صورة الصفحة الأخيرة من النسخة الأصل لكتاب أشرف الوسائل
1 / 16
كتاب جواهر الدّرر في مناقب ابن حجر
تصنيف الشّيخ أبي بكر بن محمّد بن عبد الله الشّافعيّ
تحقيق أبي الفوارس أحمد بن فريد المزيدي
1 / 17
بسم الله الرّحمن الرّحيم
وبه تعالى نستعين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعلى صحبه أجمعين.
مقدمة:
مناقب الهمام الأجل والحبر الأكمل فريد عصره وأوانه، والمقدم على أقرانه فى زمانه العلامة شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمى. . . نفعنا الله تعالى به والمسلمين أجمعين. . . آمين.
الشيخ الإمام العلامة شهاب الدين أحمد بن محمد بن محمد بن على بن حجر الهيتمى، نسبة إلى محلة أبى الهيتم من أقاليم مصر، السّعدى نسبة إلى بنى سعد الموجودين الآن فى مصر، الأنصارى باعتبار المشهور فى بنى سعد المذكورين أنهم من الأنصار، وروى بخطه فى سبب شهرته بابن حجر، أن جدّه لما كان ملازما للصمت فى جميع أحواله لا ينطق إلا لضرورة سمى حجرا!.
وكان إمام زمانه وواحد عصره وأوانه يعضد بالفتاوى الدّينية من كل فجّ عميق، وتأتيه المشكلات محفلة فتعود بفتح مبين ووجه طليق. أكرم به من عالم عمّ نفعه، وأصبح أبهى الناس، مرتفع الذكر، فمصنفاته جديرة بأن تكتب بماء العيون، وأن يبذل فى تحصيلها المال والأهل والبنون، ولقد أجاد من قال:
إمام إذا عدّ الأكابر خلة ... إذا حقق التحقيق واسطة العقد (١)
يشار إليه بالأصابع هيبة ... ويذكر فى أهل العلا أول العدّ
ولد-رضى الله عنه-كما شق هو بخطه بمحلة أبى الهيتم بعد انتقال أهله عن بلدهم الأصلية «سلمنت» أواخر سنة تسع وتسعمائة، ومات أبوه وهو صغير فكفله شيخا أبيه الإمامان الكاملان، الشمس ابن أبى الحمائل، وتلميذه الشمس الشنّاوى (٢)، ثم إن
_________
(١) واسطة العقد: هى الدّرّة التى فى وسط العقد وهى أنفس خرزها أو هى الجوهر الذى هو فى وسط القلادة وهو أجودها:
(٢) الشناوى: هو أحمد بن على بن عبد القدوس بن محمد المصرى ثم المدنى، المعروف بالشناوى =
1 / 19
الشناوى نقله إلى الجامع الأزهر أول سنة أربع وعشرين وتسعمائة، وجمعه بعلمائه، فحفظ المنهاج، وقرأ على جماعة أعلام فى الحديث، كالإمام الزّينى عبد الحق السنباطى (١) واجتمع مع شيخ الإسلام القاضى (٢) زكريا وحدثه بالمسلسل بالأوليّة، وأجازه به وبسائر مروياته، ولم يجتمع به قط إلا وقال له: أسأل الله أن يفقهك فى الدّين، وقرأ فى الفقه على جماعة كالنّاصر الطبلاوى، وتاج العارفين أبو الحسن البكرى وفى بقية العلوم على جماعة من المحققين: كالنّاصر اللقانى (٣)، والشنشورى (٤)، وابن
_________
= (أبو المواهب)، عالم أديب. ولد فى شوال فى محلة روح من غربية مصر، وتوفى بالمدينة فى ٨ ذى الحجة. من تصانيفه: الإرشاد إلى سبيل الرشاد، خلاصة الاختصاص وما للكل من الخواص، إفاضة الجود فى وحدة الوجود: الإقليد فى تجريد التوحيد، وفواتح الصلوات الأحمدية فى لوائح مدائح الذات المحمدية، التأصيل والتفصيل، وله شعر. هدية العارفين للبغدادى (١/ ١٥٤،١٥٥). معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة (١/ ٢٠٥).
(١) السنباطى: هو أحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطى، المصرى، الشافعى (شهاب الدين)، عالم مشارك فى أنواع من العلوم. من تصانيفه: توضيح على رسالة الماردينى فى العمل بالربع المجيب، شرح البسملة لزكريا الأنصارى: روضة الفهوم بنظم نقاية العلوم للسيوطى، ثم شرحه وسماه فتح الحى القيوم بشرح روضة الفهوم والنقاية، إظهار الأسرار الخطية فى حل الرسالة الجيبية، وشرح القصيدة الهمزية فى المدائح النبوية. وتوفى (٩٩٥ هـ-١٥٨٦ م). كشف الظنون لحاجى خليفة. معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة (١/ ٩٥).
(٢) شيخ الإسلام القاضى زكريا (٨٢٦ - ٩٢٦ هـ/١٤٢٣ - ١٥٢٠ م) هو زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصارى، السنيكى (نسبة إلى سنيكة بليدة من شرقية مصر)، القاهرى الأزهرى الشافعى (زين الدين، أبو يحيى) عالم مشارك فى الفقه والفرائض والتفسير والقراءات والتجويد والحديث والتصوف والنحو والتصريف والمنطق والجدل. ولد بسنيكة، ونشأ بها. ثم تحول إلى القاهرة وتولى القضاء وتوفى بها فى ٤ من ذى الحجة من تصانيفه: شرح مختصر المزنى فى فروع الفقه الشافعى، حاشية على تفسير البيضاوى. الدقائق المحكمة فى التجويد: فتح الرحمن فى كشف ما يلتبس فى القرآن.
(٣) ناصر اللقانى: (توفى ٩٥٨ هـ-١٥٥١ م): محمد اللقانى، المالكى (ناصر الدين، أبو عبد الله) فقيه، أصولى، صرفى، من آثاره حاشية على شرح جمع الجوامع فى أصول الفقه، وحاشية على شرح التصريف للزنجانى. كشف الظنون لحاجى خليفة.
(٤) محمد الشنشورى (٨٨٨ - ٩٨٣ هـ/١٤٨٣ - ١٥٧٥ م). محمد بن عبد الله بن على الشنشورى المصرى، الشافعى (أبو عبد الله، شمس الدين) فرضى، نسبته إلى شنشور من قرى المنوفية بمصر: وكانت إقامته بالقاهرة. له مؤلفات فى الفرائض وغيرها. شذرات الذهب لابن العماد (٨/ ٣٩٥).
1 / 20
الطحان والشهاب النبطوى، والسيد الخطابى، والشمس المناهلى، والدلجى (١)، وابن الصانع، والعبادى (٢) وغيرهم، حتى أجازوه أواخر سنة تسع وعشرين وتسعمائة بالإفتاء والتدريس والتأليف من غير سؤال منه لذلك.
ثم حجّ سنة ثلاث وثلاثين وخطر له أن يؤلف فتوقف حتى رأى الحارث المحاسبى وهو يأمره بالتأليف، ورأى امرأة فى غاية الجمال كشفت له عن أسفل بطنها وقالت:
اكتب شرعا ومتنا فكتب سطرا بالأحمر وسطرا بالأسود. فقيل له فى تعبيره: ستظهر مؤلفاتك فاستبشر وشرع فى شرحه الكبير على الإرشاد. ورأى القاضى زكريا بعد وفاته وقد نزع عمامته وألبسه إيّاها قال: فعلمت أن الله يلحقنى به.
ثم عاد إلى مصر واختصر الروض وشرحه شرحا استوفى ما فى الجواهر والأسنى، وأكثر شروح المنهاج ثم حجّ سنة سبع وثلاثين وجاوز سنة ثمان، وألحق فى هذا الشرح كثيرا من العباب والتجريد، فشفق به بعض علماء بنى الصديق ابن أخى الجلال الدّوانى.
ثم سافر شيخنا الإمام إلى مصر فأرسل البعض المذكور دراهم لتحصيل الشرح المذكور بمصر فسمع بعض الحسّاد له بذلك فاغتنم فرصة وسرقه، وأتلفه ولم نعلم لذلك كيفية وسمع وهو يقول فى حقه: حلله الله وعفا عنه ثم شرع فى تجديد المتن بسائره بالشرح حتى وصل صلاة المسافر وتركه.
_________
(١) محمد الدّلجى (٨٦٠ - ٩٤٧ هـ/١٤٥٦ - ١٥٤٠ م). محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الدلجى العثمانى، الشافعى (شمس الدين، أبو عبد الله) محدث مؤرخ، عروضى. ولد بدلجة سنة ٨٦٠ هـ تقريبا وحفظ القرآن ورحل إلى القاهرة، وقرأ على بعض علمائها ثم رحل إلى دمشق، وأقام بها نحو ثلاثين سنة، وأخذ عن البرهان البقاعى، وبرهان الدين الناجحى والقطب الخيضرى، وناصر الدين بن زريق الحنبلى، وشمس الدين السخاوى، وسافر إلى بلاد الروم واجتمع بسلطانها أبى يزيد، وحج وعاد إلى القاهرة وأخذ عنه جماعة منهم، النجم الغيطى وتوفى بالقاهرة ومن تصانيفه: شرح الرامزة على علمى العروض والقافية لعبد الله الخزرجى، شرح الأربعين النواوية، واختصر المناهج والمقاصد وسماه مقاصد المقاصد وشرحه وتفسير المعوذتين. الكواكب السائرة للغزى.
(٢) العبادى: هو أحمد بن قاسم الصباغ العبادى القاهرى الشافعى الأزهرى يلقب بشهاب الدين ويكنى بأبى العباس، درس بالأزهر وبرع فى علوم العربية والبلاغة، والتفسير، والفقه، والأصول وأهم تصانيفه الشرح الكبير على الورقات.
1 / 21
ثم رجع لمكة، ونوى الاستيطان بها وأتم شرحه على الإرشاد وشرع فى شرح العباب وعوضه الله بتلك المصيبة كتبا تغنى رؤيتها عن الإطناب فى وضعها.
ولقد أجاد بعض تلاميذه، حيث قال فى شرح الإرشاد الصغير المسمى (بفتح الجواد):
أيا قارئ الإرشاد إن رمت حله ... وفهم معانيه وفحوى رموزه
فبادر إلى فتح الجوّاد الذى ... اعتنى بكشف خباياه وفتح كنوزه
ومن مؤلفاته المشهورة: (تحفة المحتاج بشرح المنهاج) المشتمل على ما فى أكثر شروح المنهاج مع أبحاث له لم يسبق إليها وتوجيهات لعبارات المتن يتعيّن الوقوف عليها، وقد حصل له البشارة بقبوله، وذلك أنه أرسله إلى «تريم» بلدة بحضرموت اليمن ففى ليلة اليوم الذى وصلهم الشرح فيه رأى جماعة منهم علماء صالحون، كالسيّد العالم العارف محمد بن حسن بن على العلوى الحسينى، أن الشيخ دخل بلدهم تريم وكان الناس يهرعون إليه وهو يدرس فى جامعهم وهم فرحون بذلك فأصبح الشرح المذكور عندهم فكتبوا بذلك إليه فسرّ به، ووقف تلك النسخة عليهم.
ومن مؤلفاته: «قرة العين بأن التبرع لا يبطله الدّين» وذيله «بكشف الغين» ألفه لما تفاقم الأمر بينه وبين الشيخ عبد الرحمن بن عبد الكريم بن زياد فى المسألة لأجلها، وقرة العين له و«بغية المسترشدين» لابن زياد المذكور ولكن نصر الشيخ أئمة أعلاما من علماء اليمن، والقاهرة، والبلد الحرام، وصرّحوا بأن قوله هو الصواب الحق الواضح بلا ارتياب، ونظم حينئذ الشيخ الإمام عزّ الدّين عبد العزيز بن على بن عبد العزيز الزمر فى قصيدة يمدحه بها وهى هذه:
جوزيت عن ملّة المختار من مضر (١) ... خير المجازاة فى الأولى وفى الأخر
يا عالم العصر يا خير الزمان ومن ... به ازدهى عصرنا هذا على العصر
منك المعارف فاضت عذبة ولكم ... عذبا زلالا (٢) معينا فاض من حجر
شيّدت أركان دين الله أنت إذا ... أولى بتحريره من سائر البشر
_________
(١) مضر: قبيلة عربية معروفة.
(٢) الماء الزلال، البارد، وقيل عذب أو صافى خالص، والمراد: أن المعارف تفيض منه متدفقة كما يتدفق الماء البارد العذب من الحجر.
1 / 22
حفطته بشهاب منك متقد (١) ... يرمى الشياطين دون الحطب بالشرر
فى مصر فى الشام فى هند وفى يمن ... سارت فتاويك سير الشمس والقمر
فمن يساويك فى علم وفى ورع؟! ... ومن سواك غبى قاصر النظر
لك التصانيف فى الآفاق تنشر بها ... رواتها وسواء بها غير منتشر
على فوائدها الطلاب قد عكفت ... لما حلّت وحوت صفوا بلا كدر
حلت لديهم فصارت عندما انتفعوا ... بها أعزّ من الأسماع والبصر
منها استفدنا علوما عنك قد صدرت ... يا حسن موقعها فى الورد والصّدر
وأنت مرجعنا فى كل مشكلة ... عنها الجواب إذا رمناه لم تحر
قدّرت فى قرّة العين المنقّح (٢) ما ... قرّت (٣) به العين من ألفاظك الدّرر
كشفت عن أوجه الحق النقاب (٤) وقد ... أسفرت فى غرّة كزهو (٥) وفى طرر (٦)
لقد قضت علماء مصر بصحته ... ووافقوك على ما فيه من غرر
وقرّضوك (٧) بمدح طوّقوك بما ... أبدوه من درر فيه ومن شذر (٨)
فكنت أولهم فتيا وآخرهم ... ثنا عليك بمنظوم (٩) ومنتثر
فجمّل الله ذو الجلال بلدتنا ... بنشر علمك فى الآصيال والبكر
ودمت فى رفعة دهرا وفى دعة ... وصحّة منتهاها العمر
_________
(١) المتّقد: المتوقد، أى: المتوهج دليل على شدة وقوة ناره وبالغ الأثر الذى سيحدثه.
(٢) المنقح: التنقيح: التهذيب والإصلاح، والمراد: أن كتاب الشيخ له من المكانة العالية التى استطاع بها تهذيب وإصلاح العلة وأن ينحّى عنه كل الخرافات والشوائب.
(٣) النقاب: القناع على مارن الأنف والمقصود الساتر الذى يحجب الحقيقة.
(٤) قرت به العين: أى تقرّ العين من السكون والثبوت دليل السكينة والطمأنينة.
(٥) الزهو: الكبر والتيه والفخر والعظمة.
(٦) الطّرر: الهيئة الحسنة والجمال.
(٧) قرّضوك: يجازوك بالمدح ويمدحوك.
(٨) شذر: الشّذر: قطع من الذهب يلقط من المعدن من غير إذابة الحجارة.
(٩) منظوم: أى الكلام المنظوم وهو الشعر.
1 / 23
وللشيخ عبد القادر بن أحمد الفاكهى قصيدة يمدحه بها منها قوله:
لا زلت فينا شهاب الدين نجم يهدى ... ترمى الشياطين عن فهم وعن فكر
قرّت بك العين إذا قرّرت بهجتها ... فى قرّة العين ما يغنى عن الخبر
ومن مؤلفاته رضى الله تعالى عنه: «كفّ الرعاع عن محرمات اللهو والسماع» وروى بخطه على ظهر مسودته ما صورته، قال بعض الصوفية: نأخذ من التعبير بالرعاع، أن العارفين لا حكم لنا عليهم وإن سمعوا، ثم كتب تحته «وهو أخذ مقبول»، لأن من تحلى بحقيقة المعرفة يكون مجتهدا فلا يعترض عليه لأن لم يسمع بشهوة تدعوه لمذموم أصلا، وقطعا بخلاف غيره.
ومن مؤلفاته رضى الله عنه: «كشف الغين عن أحكام الطاعون وأنه لا يدخل البلدين» ألفّه مستهل رجب سنة ثنتين وسبعين وتسعمائة لمّا سئل أيدخل الطاعون مكة، وسبب ذلك أنه جاءت سفينة من قرب مصر فيها جماعة مطعونون فلما وصلت جدّة طعن كثير من المقيمين بها ثم وصل إليها مكى لأخذ تركة أخيه الميت فى السفينة بالطعن فطعن ومات فذهب أخوه لأخذ تركة أخويه فطعن ومات أيضا.
ومن مؤلفاته: منظومة فى أصول الدين، ومنظومة الأجرومية، لكنها لم تتم ولم ير له نظم سواها غير تقريض لبعض تلاميذه على نظمه نقاية السيوطى.
وله ثلاثة أبيات فى معنى حديث «الراحمون يرحمهم الرحمن» الأول منها:
ارحم هديت جميع الخلق إنك ما ... رحمت يرحمك الرحمن فاغتنما
والآخران هما:
ارحم عباد الله يرحمك الذى ... عمّ الخلائق جوده ونواله
فالراحمون لهم نصيب وافر ... من رحمة الله ﷻ
وفتاويه فى خمسة مجلدات أضخمها مجلد «الجامع» المشتمل على علوم عديدة ونفائس فريدة ووجد بخطه ما صورته وكابدت فى أربع سنين بالجامع الأزهر ما لا يطيق الغير مكابدته فى عشرين سنة.
ووقعت له وقائع مع معاصريه تعلم من ديباجات بعض مؤلفاته ثم أفضى به الحال معهم إلى الانفراد المطلق بحيث ينشد عند فتواه إذا قالت حزام فصدقوها البيت،
1 / 24