110

Ashhar Amthal

أشهر الأمثال

Genres

قال بعض علماء البيان: لا ينبغي للأديب أن يخل بمعرفة الأمثال؛ لأن الحاجة إليها شديدة، وذلك لأن العرب لم تضع الأمثال إلا لأسباب أوجبتها وحوادث اقتضتها، فصار المثل المضروب لأمر من الأمور عندهم كالعلامة التي يعرف بها الشيء، وليس في كلامهم أوجز منها ولا أشد اختصارا.

ومن أمثلة ذلك هذا المثل، وهو «إن يبغ عليك قومك لا يبغ عليك القمر»، وأصله أن اثنين تراهنا على الشمس والقمر ليلة أربع عشرة من الشهر، فقال أحدهما: تطلع الشمس والقمر يرى، وقال الآخر: يغيب القمر قبل أن تطلع الشمس، فتراضيا برجل جعلاه حكما بينهما، وكان بحضرتهما قوم مالوا إلى أحدهما، فقال الآخر: إن قومي يبغون علي، فقال الحكم: «إن يبغ عليك قومك لا يبغ عليك القمر»، فذهبت مثلا.

ولا يخفى أن قول القائل: «إن يبغ عليك قومك لا يبغ عليك القمر.» إذا أخذ على ظاهره من غير نظر إلى القرائن المنوطة به والأسباب التي قيل من أجلها، لا يعطي من المعنى ما قد أعطاه المثل، وذلك أن المثل له مقدمات وأسباب قد عرفت وصارت مشهورة بين الناس، وحيث كان الأمر كذلك جاز أن يراد هذه الألفاظ في التعبير عن المعنى المراد.

ولولا تلك المقدمات المعلومة والأسباب المعروفة لما فهم من قول هذا القائل المعنى الذي قصده. (2) الفائدة الثانية

قال بعض علماء البيان: من ضروب الاستعارة التمثيل، وهو أن تمثل شيئا بشيء فيه إشارة نحو قول امرئ القيس:

وما ذرفت عيناك إلا لتقدحي

بسهميك في أعشار قلب مقتل

فمثل عينيها بسهمي الميسر يعني المعلى وله سبعة أنصباء، والرقيب له ثلاثة أنصباء، فصار جميع أعشار قلبه للسهمين اللذين مثل بهما عينيها، ومثل قلبه بأعشار الجزور، فتمت له جهات الاستعارة والتمثيل، ومعنى التمثيل: اختصار قولك مثل كذا وكذا كذا وكذا.

والتمثيل والاستعارة من التشبيه إلا أنهما بغير آلته وعلى غير أسلوبه.

والمثل المضروب في الشعر نحو قول طرفة:

Unknown page