326

Kitāb al-Awrāq

كتاب الأوراق

Publisher

مطبعة الصاوي

فلما أن كان بعد أيام اجتاز بي ومعه سمكة، فقلت له أيش تعمل بهذه؟ فقال انيكها فحلفت لا أكلمه أبدًا.
أخبرني عمي عبد الله قال سمعت رجلًا سأل أبا العبر عن هذه المحالات التي يتكلم بها أي شيء أصلها قال أبكر فأجلس على الجسر ومعي دواة ودرج فأكتب كل شيء أسمعه من كلام الذاهب والجائي والملاحين والمكارين حتى أملأ الدرج من الوجهين، ثم أقطعه عرضًا وألصقه مخالفًا فيجيء منه كلام ليس في الدنيا أحمق منه.
أخبرني عمي قال رأيت أبا العبر واقفًا على بعض آجام سر من رأى وبيده اليسرى قوس جلاهق، وعلى يديه اليمنى باشق، وعلى رأسه قطعة رئة في حبل مشدود بأنشوطة وهو عريان في ايره شعر مفتول مشدود فيه شص قد ألقاه في الماء للسمك، وعلى شفته دوشاب ملطخ، فقلت له خرب بيتك إيش هذا العمل؟ فقال اصطاد يا كشخان يا أحمق بجميع جوارحي؛ إذا مر بي طائر رميته عن القوس، وإن سقط قريبًا مني أرسلت إليه الباشق، والرئة التي على رأسي يجيء الحد ليأخذها فيقع في الوهق، والدوشاب أصطاد به الذباب، وأجعله في الشص فيطلبه السمك ويقع فيه والشص في ايري فإذا مرت السمكة أحسست بها فأخرجتها.
قال وكان المتوكل يرمي به في المنجنيق إلى الماء وعليه قميص

1 / 328