Kitab al-Awraq
كتاب الأوراق
Publisher
مطبعة الصاوي
لاَ طَال لَيْلِي ولاَ نَهارِيَ مَنْ ... يَسْكُنَنِي أَوْ يَرُدُّهُمْ قَفَلْ
وَلا تَحَّليْتُ بالرَّياضِ وَبِال ... نَّوْرِ وَمَغْنايَ مِنْهُمْ عَطلُ
عَلَىَّ هَذا فَما عَلَيْكَ لَهُمْ ... قُلْتُ زَفِيرٌ وَدَمْعَةٌ هَمَلُ
وَأَننَّيِ مُقْفَلُ الضَّمائِرِ مِنْ ... حُبِّ سِواهُمْ ما حَنَّتِ الإبِلُ
فَقالَ هَلاَّ تَبِعْتَهُمْ أَبدًا ... إنْ نَزَلُوا مَنْزِلًا وَإنْ رَحَلوُا
هَيْهاتَ إنَّ الِمُحبَّ لَيْسَ لَهُ ... هُمٌّ بِغَيْرِ الهَوَى وَلاَ شُغُلُ
تَرَكْتَ أَيْدِي النَّوِى تَعُودُهُمْ ... وَجِئْتَنِي عَنْ حِدَيثِهِمْ تَسَلُ؟
فَقُلْتُ لِلرَّكْبِ لا قَرارَ لنَا ... مِنْ دُونَ سَلْمَى وَإنْ أَبَي العَذِلُ
وَلَمْ يَزَلْ يَخْبِطُ الْقلاَةَ بِأَخْفَا ... فِ المَطايَا وَالظِّلُّ مُعْتَدلُ
كَأَنَّما طارَ تَحْتَنا قَزَعٌ ... عَلَى أَكُفِّ الرِّياحِ يَنْتَقِلُ
يُغْرِي بُطونَ النَّقا النَّقِّيِ كَما ... يُطْعَنُ بَيْنَ الجْوَانِح اْلأَسَلُ
حَتَّى تَبَدَّتْ فِي الْفَجْر ظَعْنُهُمُ ... وَسائِقُ الصُّبْحِ بالدُّجَى عَجِلُ
وَفْوَقهُنَّ الْبُدورُ تَحْجُبُها ... هَوادِجٌ تَحُتُّ رَقْمَها الْكَلِلُ
فَلَمْ يَكُنْ بَيْنَنا سِوَى الَّلْحِظ وَالْ ... دَمْعُ كَلامٌ لنَا وَلاَ رُسُلُ
1 / 168