فإنْ كان فيكم لكم ثروة ... فإنَّا عديدٌ وإن كان دونا
وإنا إذا قابلَتْنا السيوف ... وقد هاجت الحرب ضربًا ثبينا
وطاح الرئيس وهادي اللّواء ... ولا تأكل الحربُ إلاَّ سمينا
وأعْصمَ بالصَّبر أهلُ البلاء ... فإنَّا هناك كما تعلمونا
قوله " دفعنا طريفًا " يقول دفعنا حربهم بكلّ ما نقدر عليه، وهو مثل قولهم: دفعتُه عنّي بالراحة فلم يندفع.
وقوله " فلم يبق إلاَّ التي حاولوا " البيت، يريد أنَّهم لا يندفعون عنّا وإن احتملناهم حتَّى يقع بيننا الحرب. ثمَّ خاطبهم فقال: إنكم وإن كانت لكم ثروة وعدد فإنا نحن أيضًا عديد وإن كان دونا، وهذا مثل قول الآخر:
أبا خُراشةَ إمّا كنتَ ذا نفَرِ ... فإنَّ قوميَ لم تأكلهمُ الضَّبُعُ
ومثله:
فقلتُ لها إنَّ الكرام قليلُ
ثمَّ ذكر الحرب وإنَّ الرئيس وحامل اللّواء يُقتلان لأنَّهما مشهوران، والحربُ لا تأكل إلاَّ السمين، وهذه استعارة حسنة، يريد أنَّ الفارس المشهور يقصده أعداؤه حتَّى يُقتل بشهرته ووضوح موضعه في الحرب. ورُوي عن الحسن أنَّه قال: لو نادى منادٍ أنَّ رجلًا من أهل الأرض في النار، لخفتُ أن أكون ذلك الرَّجُل.
قال عمرو بن كلثوم:
معاذَ الإله أنْ تَنوحَ نساؤُنا ... على هالك أو أن نَضِجَّ من القَتلِ
قِراعُ السيوف بالسيوفِ أحلَّنا ... بأرض براحٍ ذي أراك وذي أثلِ
1 / 39