كلمة واجبة
الممثلون
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
تقريظ
كلمة واجبة
الممثلون
Unknown page
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
تقريظ
أشباح القرن الثامن عشر
أشباح القرن الثامن عشر
تأليف
مارون عبود
Unknown page
كلمة واجبة
في العشرين من شهر تموز سنة 1923م، سألني جناب رئيس الجامعة الوطنية «عاليه» - إلياس أفندي شبل الخوري - تأليف رواية تمثيلية ليمثلها بعض طلبة جامعته؛ فلبيت الطلب ووضعت هذه الرواية.
رأيت تلبية طلب هذا الرئيس المفضال المتفاني في سبيل خدمة الناشئة العزيزة فرضا مقدسا على كل وطني يزن الرجال بميزان الأعمال؛ فاندفعت إلى تأليفها، واخترت لها هذا الموضوع التاريخي؛ لأنه ما برح يجول في خاطري منذ طالعت تاريخ لبنان، فجاءت روايتي كما يراها القارئ الكريم صورة تمثل أطوار الحكام في تلك الأجيال المظلمة وقرون الدياميس.
وقد عني بتمثيلها جناب المهندس الرياضي الكبير وديع أفندي غبريل نائب رئيس الجامعة ورئيس جمعية الثمرة فيها، يعاونه الأديب الفاضل الأستاذ نجيب أفندي منصور حاج، فإنني أشكر لهما ولأعضاء جمعية الثمرة الذين مثلوا أدوارها همتهم ونهضتهم الأدبية.
لا زالت الجامعة الوطنية جامعة لشتات العلوم والآداب، حافلة بالمبادئ السامية، سباقة إلى كل جديد، تهدي إلى الوطن رجالا بعناية رئيسها العامل واضع حجر الأساس في بناية التعليم الوطني.
مارون عبود
4 آب سنة 1924م
الممثلون
الفاتك:
الأمير المغتصب.
Unknown page
عارف وصالح:
وزيراه.
حلزة:
نديم.
طرفة:
كاتب سره.
بدر:
قائد جيشه.
حسان:
حاجبه.
Unknown page
المنتصر (الأعمى):
شقيق الفاتك.
الناصر (الظافر):
ابن المنتصر.
الحارس:
شقيق الناصر.
كلثوم وجماد وصخر:
من رجال الظافر.
طعان:
رئيس عصابة.
Unknown page
جواد:
سجان.
جابر:
جندي.
قسيس.
جنود.
الفصل الأول
في باحة قصر الأمير
المشهد الأول (طعان وحده)
طعان (يدخل ملتفا بعباءته، بيده مشعل وفي زناره خنجر مشكوك) :
Unknown page
لقد أضنكني التعب، ما أمر حياة قطاع الطرق وأصعب مهمة رؤساء العصابات! أهذا هو المكان؟ نعم، هذا هو القصر، أذكر أنني مررت به مرة، ماذا يريدون مني؟ الجواب تحصيل حاصل: الفتك بالناس، يا طعان! يا شقيق عزرائيل! عفوا - أيها الضمير المخدر - لا تبكتني ؛ فهذه طريق اختطها لنا مولانا الأمير فسرنا عليها، والناس على دين ملوكهم ... لم أجد أحدا، أتلك أحبولة لاصطيادي؟ لا لعمري، فلنسترح قليلا حتى يأتي المساوم. (يرتمي على المقعد، وبعد هنيهة يفتح الباب، ويقف به رجل ملثم؛ فينهض طعان قائلا له):
أأنت الذي يطلبني؟
المشهد الثاني (طعان - بدر)
بدر (يدخل) :
نعم، وقد قيل لي: إنك أمهر من ضرب بسيف وطعن بخنجر.
طعان :
إنني أقتل الرجل الذي أنازله.
بدر :
ولهذا الغرض استقدمتك إلي، أأنت مستعد للقيام بما أطلبه منك؟
طعان :
Unknown page
نعم، ولكن أتعرف الجعل
1
الذي أتقاضاه؟
بدر :
إنني أجهله، بيد أنني أنقدك ما تطلبه مني على شرط أن تقتل الرجل ... (يجلس بدر على المقعد ويخرج كيسا مملوءا ذهبا من جيبه ويضعه أمامه قائلا):
أسمعت؟
طعان :
قل.
بدر :
أمستعد أنت لقتله؟
Unknown page
طعان :
هذه مهنتي.
بدر :
الرجل قوي هائل، أليس لك رجال؟
طعان :
لا أحتاج إلى أحد.
بدر :
الرجل بطل مخيف هائل.
طعان :
سيقتل.
Unknown page
بدر :
ألا تخاف؟
طعان :
ومم أخاف؟
بدر :
من الرجل.
طعان :
لقد صرعت قبله رجالا.
بدر :
إذن موعدنا الساعة التاسعة، يعاونك على مهمتك رجلان وأنا ثالثهم.
Unknown page
طعان :
وأين الملتقى؟
بدر :
في وادي الجوز.
طعان :
أنا مستعد.
بدر :
خذ الكيس، واذهب إذن.
طعان (يتناول الكيس وبعد وصوله إلى الباب يعود قائلا) :
ما اسم الرجل؟
Unknown page
بدر :
وما يهمك اسمه؟
طعان :
يجب أن أعرف اسم من أقتله، وإلا فلا أقوم بمهمتك.
بدر :
بطل هائل خرج من القبر حيا، يفتك بمن يتصدى له وهو رأس عصابة تعيث في البلاد فسادا.
طعان :
لا أفهم الكنايات والرموز صرح، قل ما اسمه؟
بدر :
اسمه الظافر.
Unknown page
طعان :
ماذا قلت؟
بدر :
الظافر.
طعان :
الظافر؟
بدر :
نعم.
طعان :
الظافر؟ أهذا الذي أقتله الليلة؟
Unknown page
بدر :
نعم، نعم الظافر.
طعان (يرمي كيس الدراهم) :
خذ دراهمك فلا حاجة لي إليها.
بدر :
من أين لمثلك هذه النزاهة؟
طعان :
قلت لك استرد دراهمك.
بدر :
ولماذا؟
Unknown page
طعان :
لأنني لا أريد أن أمد يدي إلى الظافر.
بدر :
ويلك يا تعس! أأنت راغب في زيارة السجن؟ ألا تؤدي خدمة للحكومة؟
طعان :
أنا لا أعرف حكومة، أنا لا أعرف سيدا، إياك والتطاول، أنا لا أشتم، أنا لا أهان (يضع يده على قبضة خنجره). (بدر يضطرب.)
طعان :
خذ ذهبك فلست رجلك، أنا لا أريد اختلاسك، أفهمت ما أقول؟
بدر :
إنني أدع لك الذهب؛ لأنك جريء جسور، ولكن قل ما السبب؟ يظهر أنك خائف من الظافر.
Unknown page
طعان :
أنا لا أعرف الخوف.
بدر :
بلى تعرفه، وقد راعك ذكر الظافر.
طعان :
كل من تحدثه نفسه بمقاومة الظافر يموت موتا، أما أنا فلا أخاف الموت.
بدر :
إذن لماذا ترفض؟ تكلم، ناشدتك أبالسة الجحيم وشياطين الأرض. (يتحرك فيظهر ثوب القائد العام.)
طعان :
عفوا يا حضرة القائد العام، فأنا أعرف الناس.
Unknown page
بدر (ينهض تاركا رداءه على المقعد) :
أما وقد عرفتني، فهل تجسر على مقاومتي.
طعان :
ولم لا؟ فقبل أن تحرك يدك أقتلك. (بدر يصفر ويضطرب.)
طعان :
أما إحجامي عن قتل الظافر فسببه بسيط جدا.
بدر :
ما عساه يكون؟
طعان :
أنا قاتل ولست جاسوسا، مهنتي خدمة الرجال الذين لا يحسنون النزال، ولكنني لا أخدم الحكومة، فللحكومة رجال يقومون بخدمتها، فعلى هؤلاء مناوأة أعدائها، الظافر ثائر على الحكومة، فعلى حكومة مولاك الفاتك أن تقبض عليه، أما نحن اللصوص فأشبه بالدول تحمي المجرمين السياسيين، إن مولاك الفاتك - بل السفاح - لهو شر مني، سمل عيني أخيه، واختلس عرشه، لا أدري إذا كنت فهمت ما قلته لك، سيان عندي فهمت أم لم تفهم، فلي كلام أقوله له أيضا، أنا رجل معتزل حربكم، سفكت دماء كثيرة والجلاد بانتظاري؛ ليقتص مني، ولكن البلاد غنية برجالها الفضلاء الذين يعملون بذمة وشرف عقولهم وأيديهم، لا أظنك إلا جاهلا ذلك، ومن مصلحتك أن تجهل ما في الدنيا من المصائب والبلايا، لقد تجاوزت حكومتكم الحد في معاملة الفقراء فسمتموهم عذابا واختلستم أموالهم بالرشا والضرائب، وأثقلتم كواهلهم بأعباء الجور والظلم، فهذه الفئة لا تفكر إلا بفوز الظافر على حكومتكم؛ لتستريح من مظالمكم، وهو قد وعد أنه سيخلصهم، وإن قال فعل، فإذا قتلته - يا مولاي القائد - فكأنني قتلت الرجاء في مهد قلوب أولئك المظلومين الذين لم يسيئوا إلي قط فأضطر إلى قتل نفسي. (بدر صامت مفكر.)
Unknown page
طعان :
ما بالك متحيرا؟
بدر :
لقد حيرني ضميرك الحي يا حضرة اللص.
طعان (بحدة) :
إن لصا بثوبه الخشن يحترم إرادة الشعب لهو أجزل شرفا من مجرم مثلك يستر تحت ثوبه المزركش نفسا سافلة وقوة تفعل - باسم الشريعة - ما نحجم عنه نحن اللصوص، أنتم معاشر الحكام توجدون اللصوص، يرونكم تختلسون أمام عين الشمس فينهبون تحت جنح الظلام متعلمين وخائفين منكم.
بدر :
تأدب يا وقح.
طعان :
لقد أدبني الدهر فاتعظت، أما أنتم فكم لكم من عبرة في بطون التاريخ ولا تتعظون، أتدفعني إلى ارتكاب جريمة هائلة، وتقول لي: تأدب، فيا لضيعة الأدب! (يخرج.)
Unknown page
المشهد الثالث (بدر وحده)
أيا ويح شارات المفاخر والمجد
تلوح لآليها بصدر فتى وغد
أيسخر بي لص وإني أميره
أغيبه إن شئت في ظلمة اللحد
هو الذنب يا ويح الأمير أذلني
ومن كان ذا ذنب يذل إلى العبد
أرى النار قد مدت إلينا لسانها
هو الموت يدعونا فيا همتي اشتدي
فإن تحجمي فالموت أمر مقدر
Unknown page
وإن تقدمي فالفوز يدرك بالجد
المشهد الرابع (بدر - الفاتك)
فاتك (من الخارج) :
يا بدر ... يا بدر! إلي ... إلي.
بدر (يتقدم إلى الأمام ويده على مقبض سيفه) :
مولاي! (فاتك يدخل مذعورا.)
بدر :
مولاي ماذا جرى؟
فاتك :
ثائر كمن ليغتالني.
Unknown page