وفي ليلة الدخلة جاءت كوكبة من الملائكة فبخرته ببخور من جبل قاف.
العزلة
قال الشيخ عبد ربه التائه: كنت أعبر ميدانا غاصا بالخلق، فرأيت مجذوبا يضرب بعصاه في جميع الجهات كأنما يقاتل كائنات غير منظورة، حتى خارت قواه، فجلس على الطوار، وراح يجفف عرقه. وطيلة الوقت لم يبال به أحد، فاقتربت منه وسألته: ماذا كنت تفعل يا عبد الله؟
فأجاب بحنق: كنت أقاتل قوة جاءت تروم القضاء على الناس، ولكن لم يفهم عملي أحد، ولم يعاوني أحد.
صوت القبر
قال الشيخ عبد ربه التائه: كنت أسير في طريق المقابر راجعا من سهرة الخمارة. تسلل إلي صوت من قبر وهو يسأل: لماذا انقطعت عن زيارتنا والحديث معنا؟
فأجبته: لا يحلو لكم الكلام إلا عن الموت والأموات، وقد مللت ذلك.
صفحة القلب
قال الشيخ عبد ربه التائه: رحت أشاهد قلبي في مرآة كاسي، فهالني صفاؤه، وقلت له: من يصدق أنك خفقت بذلك الحب كله؟ كيف كنت عالما يموج بالنساء والرجال والأشياء؟
ولم يبق من دليل يا قلبي على حقيقة ما كان، إلا دموع تفجرت في الهواء، وتلاشت في الفضاء.
Unknown page