إعجابي بك يا سيدتي يفوق أي حساب. إنك تنورين المكان بصفاء شيخوختك. تلقين الإساءة بالصمت، وتغفرين للمسيئين إليك؛ فلم أعرف أما قبلك بهذا الوفاء.
قلت لها يوما: إنك ضحية القسوة والأنانية ...
فقالت باسمة: بل إني ضحية الحب.
ولما قرأت الدهشة في وجهي قالت: أنت تتوهم أن سلوكهم معي صادر من قسوة وأنانية. الحقيقة أنه صادر من حبهم الشديد لأبنائهم، وهكذا كنت أحبهم، ومن أجل ذلك قد صفح قلبي عنهم.
الضحكة
وقفت فوق فوهة القبر ألقي نظرة الوداع على جثة العزيز التي يعدونها للرقاد الأخير. ترامت إلي ضحكته المجلجلة قادمة من الماضي الجميل، فجلت بنظري فيما حولي، ولكني لم أر إلا وجوه المشيعين المتجهمة.
وعند الرجوع من طريق المقابر همس صديق في أذني: ما رأيك في ساعة راحة بالمقهى؟
وسرت الدعوة في أعصابي برعشة ارتياح. ونشطت قدماي إلى حيث المجلس، وقدح الماء المثلج والقهوة المحوجة، ومناجاة اللاحقين عن السابقين.
الاختيار
ذهبت إلى السوق حاملا ما خف وزنه وغلا ثمنه، واتخذت موضعي منتظرا رزقي. وهدأ الضجيج فجأة، واشرأبت الأعناق نحو الوسط. نظرت فرأيت ست الحسن تتهادى في خطى ملكة على أحسن تقويم.
Unknown page