من أشهر الأديبات في هذا العصر، وقد كتبت في كبريات المجلات والصحف الإنجليزية والأمريكية في شئون السياسة والأدب، ومن مؤلفاتها: هنري جيمس، عودة الجندي، سباع وخراف، والصوت الأجش وسانت أوجستين.
ملك ناصية الأدب الإنجليزي قبل الحرب العالمية الماضية كتاب أعلام لم يبق منهم بيننا اليوم غير رجلين هما برنارد شو وهربرت جورج ويلز.
وإذا كان أولهما قد ناهز الرابعة والثمانين من عمره، ولم يعد ينفحنا كعادته بقصصه الموسوم بالتقدير الفائق، فإنه ما يزال يمنعنا بأجل مواهبه المستمدة من طبيعته البالغة التأثير، ومرحه الساخر الذي أحله منزلة شعبية مرموقة يتناهى عندها الطموح، وإنا لنلمس في أطواء نفسه شعور الإخاء الذي يبتهج به القرويون، وأرق الميول الإنسانية التي يحتفل بها المزارعون وهم يروون الشعر ويتحدثون عن الشعراء.
فسائقو السيارات في لندن، وبائعو الورد، يعرفون هذا الشيخ الأديب بلحيته البيضاء، وقامته المديدة، وسمته العجيب، وهو يذرع الشوارع والطرقات بخطاه الواسعة؛ وهذه الصحف والمجلات تتسابق إلى التقاط عبارة من آخر دعاباته وتتنافس في نقل إحدى نوادره وفكاهاته، ومن عجب أن يغلو هذا الشيخ المسن في تهكمه حتى ليتدفق على الناشئة والأيفاع بالروح الساخر الذي تعودوا هم أن يلذعوا به من يكبرونهم من الكهول والشيوخ.
وبهذا استطاع «شو» أن يبرز من الإعجاب به، وحدة من حياتنا الشعبية قلما يستطاع تحقيقها في جماهير مختلفي الأمزجة والأطوار كالذين تزخر بهم كبريات المدن.
أما ويلز فمع أنه تجاوز الثالثة والسبعين من عمره إلا أنه لا يزال مرموق الأثر، ملحوظا بالاعتبار والتقدير، وفي مثل هذه السن نواجه رجلا رصينا راسخا، محبا للعراك، حاد الطبع، خصبا، متدفق الحيوية، كأنما هو في منتصف العمر الذي بلغه اليوم، وهو فوق ذلك دءوب لا يكل ولا يمل، كأنه ڤولتير إنجليزي، مع بعض متناقضات لطيفة تحببه إلينا وتجعله أثيرا بإعجابنا .
هربرت جورج ويلز
ومع أن ثورته هذه لا خطة واضحة لها، ولا شرح لمذهبها، إلا أنه كمصلح اجتماعي، لا يتردد في رفع عقيرته بالدعوة إلى اطراح القديم وتخلصنا من عيوب التشبث به والمنافحة عنه.
وهو يستحثنا في الوقت نفسه إلى تنظيم مستقبلنا على ضوء العلم الهادئ الواضح، ولكن حين نختلف في الرأي معه فإنه يندفع في المعترك بروح سام مشرب بالفن اندفاعا يناقض الروح العلمي الذي يدعونا إلى اتباعه.
ولم يكن هناك خلال الحرب الماضية من طراز ذينك العلمين اللذين أسلفنا القول عنهما غير رجل واحد هو «وليم سومرست موم
Unknown page