20

Art, Reality, and Aspirations: Stories of Artists and Their Redemption

الفن الواقع والمأمول - قصص توبة الفنانين والفنانات

Genres

إن لم نقل- إنه قد يعارض ذلك. ولعل لهذا أسبابًا قد تكون مقنعة في ظاهرها، من ذلك: (١) أن القائمين على برامج الناشئة لم يدخلوا هذا المضمار ولم يركبوا هذا المركب الصعب إلا لتحقيق المكاسب الماديّة فقط، بغضّ النظر عن سلامة الأهداف والنتائج. (٢) أنهم لم يتفهّموا شخصية الناشئ، بما أودع الله فيه من إمكانات نفسية، وعقلية وسلوكية، فتراهم يقدمون في بعض الأحيان ما يسيء إليه، دون دراية منهم بذلك ولا خبرة. ويحسن الاستشهاد هنا بمقولة فريد التوني: «إذ نلحظ خلوها تقريبًا من الأهداف التربوية الإسلامية فهي لا ترمي إلا إلى التسلية والفكاهة، كألف ليلة وليلة، وحكايات السِّحر، وما شاكلها» (١) . فالشاطر حسن والإبريق المكسور وغيرهما كثير، كلها من الإنتاج العربي، ومع ذلك فإنها لم تعمق المفاهيم الإسلامية، وإنما تم الاكتفاء بعرضها على أنها تراث فيه ما فيه من الحب والعشق والغرام مع تضمنها أحيانًا لبعض الأخلاقيات العامة. بل إننا نرى أن بعض البرامج العربية قد تجنح إلى ترسيخ المبادئ العصبية المنهي عنها، أو الهدامة المناقضة للإسلام وتعاليمه السمحة. ونحب أن ننوّه في هذا المقام بالسياسة الإعلامية المقررة في المملكة العربية السعودية التي أكّدت تأكيدًا جازمًا على منع كل ما يناقض الشريعة الإسلامية الغراء أو يشوه الفطرة النقية للناشئة (٢) .

(١) انظر: مجلة المجاهد، العددين (٣٣-٣٤) . (٢) حبذا لو التزم الفنانون بذلك، وترجموا ذلك واقعًا ملموسًا يعكس الصورة المشرقة لما قررته هذه السياسة الإعلامية.

1 / 29