80

Arkhas Layali

أرخص ليالي

Genres

وتحرك عم عبد الله في شبه يقظة متمتما: كفا الله الشر يا سعادة البيه، خير، خير إنشا الله.

واقترب حتى أصبح بجواره تماما، وانحنى وأمسك يد البيه في وجل، واستمر يتمتم ويقول: خير، خير إنشا الله.

وكانت طراوة اليد التي يقلبها ويشد عليها غريبة على يده، وجزع عم عبد الله حين رأى ما أحدثته الفأس فيها من فقاقيع انفجر بعضها واختلط سائلها الأبيض.

وأسبل البيه جفونه، وقال في ضعف لاهث: اندهلي، اندهلي، الست ... ح ... حالا.

واندفعت ساقا عم عبد الله تلفان على بعضهما وتجريان. ولم يكن جري عم عبد الله سريعا، فالرجل قد شاب وتلخلخ وجاوز السبعين من زمان.

ولما رجع لم تكن معه الست وحدها، بل جاءت معها الست الصغيرة، وعبده، وأم حياة الطباخة وكاتب الأنفار. وكانوا كلهم يهرولون، وعم عبد الله يحاول أن يريهم الطريق. ووجدوا البيه مطروحا لا حول له ولا قوة، وعيناه مغمضتان، ويده على قلبه والعرق يغطيه.

وكانت أصواتهم عالية مختلطة تسأل عما حدث وتخمن، وأحس بهم البيه ففتح عينيه، وضغط برفق على قلبه، وأزاح وجهه إلى الناحية الأخرى، وكان لا يزال يلهث حين قال: آه، ذبحة، ذبحة صدرية يا نعمت، خلاص.

وبهتت الست، وبدأت ذرات العرق تخترق الكريم الذي فوق وجهها، واقشعرت شفتاها وهي تقول محاولة دون جدوى أن تبتسم: اخص عليك يا سمسم، ذبحة إيه يا شيخ!

ورد عليها بصوت ضعيف كليل: وحياتك ذبحة، آه، قلبي، جنبي، دراعي، دراعي منمل.

وأجابت الست في لهفة: دي لازم يا شيخ ذبحة كدابة.

Unknown page