118

Arkhas Layali

أرخص ليالي

Genres

وقبل أن يوافقه أكثر، ويحكي له فصلا مماثلا حدث له في إحدى ليالي سلطنته، دخل عليه عبد السلام التومرجي قائلا بفرح وتهليل، وكأنه اكتشف أمريكا: الحتة أهه يا بيه، الراجل نزلها، دي تطلع قرشين.

فرد الأومباشي: قرشين إيه؟ أقطع دراعي إن ما زادت عن ربع وقية خروبتين.

وهز العسكري رأسه هزة خبير، وقال: لأ، وحتة حلوة، باين عليها غبارة يا بوي.

وعلى عجل غادر الطبيب والضابط المكتب، والتفوا كلهم حول الرجل القصير الراقد فوق المنضدة العالية يستخرج كل ما في جوفه من خير ومن شر. وشخط الطبيب في عبد السلام يأمره بوضع القطعة مع بقية الغسيل في حرز ويختمه بالشمع، وتلألأت عين الضابط الوردية بالفرح، وقد ثبتت الجريمة، وأصبح جسدها في حرز حصين. واقتيد الرجل في النهاية. وقد أعيد الحديد إلى يديه ومشى بين حراسه يقول في صوته الضعيف الثائر: مظلوم يا ناس، والله مظلوم.

في الليل

كانوا قد تجمعوا كما اعتادوا التجمع كل ليلة، وكان الملل قد بدأ يتسرب إليهم، وأملهم في ظهوره راح يتأرجح.

وجاء واحد وقال إنه رآه عند الجامع.

وتهلل الجالسون والواجمون.

كان بعضهم قد مدد رجليه في إعياء وملل، وكان آخرون قد تربعوا، والباقون قد أراحوا ظهورهم على الجدار ليريحوا ما فيها من ألم ممض، وكانت أجسادهم كلها ليس فيها موضع لتعب آخر، وقد أتوا بعد العشاء كالأشباح الناحلة السمراء قد اختلط في وجوهها العرق بالرماد، وطالت لحاها، واحمرت منها العيون.

وجاء قادمون جدد.

Unknown page