Ardashir Wa Hayat Nufus
أردشير وحياة النفوس: قصة غرامية تلحينية
Genres
إهداء الأوبرا
تصدير
تلحين الأوبرا
موضوع القصة
أشخاص القصة
نسق التمثيل
تمثيل القصة
الفصل الأول
الفصل الثانى
الفصل الثالث
Unknown page
الفصل الرابع
إهداء الأوبرا
تصدير
تلحين الأوبرا
موضوع القصة
أشخاص القصة
نسق التمثيل
تمثيل القصة
الفصل الأول
الفصل الثانى
Unknown page
الفصل الثالث
الفصل الرابع
أردشير وحياة النفوس
أردشير وحياة النفوس
قصة غرامية تلحينية
تأليف
أحمد زكي أبو شادي
إهداء الأوبرا
إلى روح المرحوم الشيخ سيد درويش (نابغة الموسيقى المصرية).
تصدير
Unknown page
لما عهد إلي مدير (شركة ترقية التمثيل العربي) في مصر بوضع قصة تلحينية تمثيلية من نوع الأوبرا مستمدة الموضوع من (ألف ليلة وليلة) ترددت في بادئ الأمر، ثم قبلت أخيرا لا اعتقادا مني بأن موضوعات (ألف ليلة وليلة) هي أنسب الموضوعات للأوبرا المصرية، ولا ولوعا بالاقتباس، ولا خوفا من التأليف الأصيل، وإنما لمحض رغبتي في اكتساب ثقة رجال التمثيل بدعوتي إياهم إلى السمو بموضوعنا كيفما كان نوع التمثيل، فأردت أن أبرهن بإعداد هذه القصة التمثيلية في نيف وستين وخمسمائة من الأبيات المنوعة، كما طلب إلي - بعد اقتباسها من روايتها الطويلة الواقعة في نحو خمس وثلاثين صفحة من الجزء الثالث لكتاب (ألف ليلة وليلة) - بأن عزوفي عن هذا المصدر لا يرجع لعامل العجز في التصنيف وإنما لدافع قومي تهذيبي.
وحرصا على مبدئي هذا وحبا في خدمة الفن الخدمة الواجبة حرصت في تأليفي: أولا؛ على أن أجعل للقصة مغزى أدبيا أجل من مغزاها الأصلي بما بثثته فيها من شرح وآراء نفسية. ثانيا؛ أن أخدم الشعر القصصي التمثيلي الخدمة المستطاعة في الحدود المعينة لي. ثالثا؛ أن أؤدي كل ما في هذه القصة الطويلة من حوادث هامة إشارة أو تمثيلا بحيث أدل بذلك على إمكان تأليف القصة مهما طال أصلها في القوالب الشعرية العربية في أي مجال يستحسن ويحدد. رابعا؛ أن أخدم تمثيل الأوبرا ذاته باختيار الفصول وتنظيمها وبنمط القصة وبيانها الشعري الموسيقي، فضلا عن اختيار موضوع القصة الذي لم يطرقه مؤلف مسرحي من قبل، منعا للتكرار والنقل المتفشي للأسف بيننا.
في هذا الوقت الذي نحن أحوج ما نكون إلى تأصيل الشعور الوطني والاعتداد به أعتقد أن الأولى بنا والأحجى أن لا ندع الأقلام تشط في التأليف المسرحي مستمدة وحيها من الخرافات الفارسية والهندية ونوادر العامة ونحوها التي يتألف منها كتاب (ألف ليلة وليلة) وأشباهه، بينما لدينا مادة خيالية وتاريخية وقصصية أدبية لا تفنى في تاريخ مصر قديما وحديثا، وهكذا نستطيع أن نخدم الفن والروح القومي والأدب في وقت معا. وبديهي أني لا أحرم ذلك الاقتباس وإنما أنتقد التهالك عليه، والولوع بالموضوعات الأجنبية، بينما لدينا في قصص البردي وفي تاريخنا القديم الكثير من العجيب المستملح الجدير بالإحياء المسرحي.
بهذا الروح نظمت هذه القصة وقد أنظم غيرها من نوعها في هذا الدور - دور الانتقال من المحافظة البالية إلى التفنن الجديد - باذلا جهدي للجمع بين الخدمة الأدبية التهذيبية وبين الخدمة المسرحية الفنية، ولكن أحب الآمال لدي إنما هو خدمة المسرح من الوجهة القومية أيضا كيفما كان نوع التأليف، وهو ما أعاهد الأدباء عليه فيما سينشر من تآليفي المسرحية إذا سمحت الصحة والأجل.
الإسكندرية في 25 مايو 1927
أحمد زكي أبو شادي
مقدمة الكتاب
بقلم محمد سعيد إبراهيم
رابطة الأدب الجديد
يروج في المسرح المصري في السنوات الأخيرة نوع من القصة التمثيلية أطلق عليه زورا اسم «الأوبرا» لدخول الغناء فيه، وقد حوت تلك القصص من صنوف التدجيل والمساخر ما يزري بالاسم الذي أطلق عليها، وأكبر ما تستند عليه في اجتذاب جمهور الناس التجاؤها إلى النكات الغثة والفكاهات السطحية التي شاعت بين العامة، ولم تكن تعنى بعد ذلك بأوضاع التأليف الفني ولا بما تبنى عليه القصة الصحيحة. وقد جازت هذه السلعة على الناس ونفق سوقها بينهم لإرضائها روح الفكاهة الفارغة فيهم، وهي قد جارت - بتهافت الجمهور عليها - على فنون المسرح الجدية واكتسحتها إلى حد كبير، ولكننا لا نرى فيها ما يدعو إلى الخوف على مصير التمثيل في مصر؛ إذ إن مآلها العاجل أن تصبح حروفا خرساء.
Unknown page
أثر واحد قد خلفته هذه الروايات في تاريخ النهضة الفنية في مصر لا نريد أن نجحد فضله إذا جزنا هذا الدور الذي مر به التأليف المسرحي: هذا الأثر هو ما صحبها من النشاط الموسيقي الذي أسبغ على الأغاني الشعبية روحا جديدة وأنتج من التآليف الموسيقية في سنوات قليلة بعد الحرب الكبرى ما يربو على منتجات الموسيقى منذ أيام عبده الحمولي. وكان السيد درويش علما كبيرا في هذه النهضة، وكانت أشباه الأوبرات الممسوخة التي تكلمنا عنها حافزا لفنه، وفيها أودع الجانب الأوفر من أغانيه. ومنذ ذلك الوقت تفتحت أمام الموسيقى المصرية آفاق واسعة؛ إذ تناولت موضوعات لا عهد لها بها من قبل، فتخلصت بذلك من طابع التهاون والاطراد، وتحررت من روح الاسترخاء وعذوبة التلحين التي لا يراعى فيها معنى ولا موضوعا، وبدأنا نرى فيها موسيقى معبرة صادقة، وأدرك الملحنون أن الموسيقى تعبير مصور وليست مجرد إيقاع عذب وتلاعب بليد بالأصوات!
الأستاذ محمد سعيد إبراهيم (سكرتير رابطة الأدب الجديد).
بعد هذه المقدمات الموسيقية أفسح السبيل لظهور الأوبرا الراقية في ميدان الإنتاج الفني وأصبح من المستطاع أن تخرج القصة الشعرية في ثوبها الغنائي المسرحي، فإذا نحن تناولنا الكلام عن الموسيقى والموسيقيين فذلك لأن الموسيقى تقاسم الشعر فضل إخراج الأوبرا، ولأن تاريخ الأوبرا في الأمم التي ظهرت فيها بأوروبا كان في الحقيقة تاريخا للتطور الموسيقي؛ ولهذا السبب كانت الأوبرا آخر أنواع التآليف المسرحية في الظهور في مصر لاعتمادها على فن آخر لا قيام لها بدونه.
والأستاذ أحمد زكي أبو شادي من واضعي الحجر الأول في إيجاد الأوبرا في مصر، وربما كانت إقامته الطويلة في أوروبا التي أتاحت له الوقوف على مختلف فنون المسرح هي التي جعلته أسبق من غيره من الشعراء وأنفذ بصرا في إدراك افتقار التمثيل إلى هذا النوع من الروايات التمثيلية، وكان وهو الشاعر الفياض المطبوع أطلق من غيره يدا في الشعر القصصي، وأمضى في اقتحام هذا الطريق المجهول في الأدب العربي، ولا نشك في أن شاعرا مثله جدير بأن يضطلع بهذا العبء وينهض به.
وقد كانت (إحسان) أولى أوبراته الكبرى التي نشرتها (رابطة الأدب الجديد) منذ أمد قليل وها هو يتبعها (بأردشير) التي تتشرف (الرابطة) بأن تقدمها إلى الجمهور بهذه الكلمة.
وقد أشار المؤلف في كلمة التصدير إلى موضوع هذه القصة، وأعذر في التجائه إلى كتاب (ألف ليلة وليلة) لأخذ هذه الأسطورة التي بنيت عليها الأوبرا (أردشير). وهو إن كان قد خرج بعض الخروج عما عاهد نفسه عليه في الرجوع إلى مصادر التاريخ المصري في تآليفه، واستجاب لمطلب أحد مديري الفرق المسرحية في البلد، فليست استجابته إرضاء لرغبة فردية، بل هي في الواقع إرضاء لنزعة تغشى الجمهور عامة سواء في هذا البلد أو في غيره - نزعة الحنين إلى الجو السحري الذي يغمر قصص (ألف ليلة)، وذلك التطلع المتلهف إلى صور الحضارة الفارسية العربية وما لها من السناء والروعة الشرقية والرواء الباهر الذي يلمس من قلوبنا ناحية عميقة تسكنها روح الأساطير، نخلو إليها إذا مللنا ملابسة الواقع الغث المألوف جماما للنفس وروحة لها. والفن على كل حال له روحه الإنسانية العامة التي لا تعنى كثيرا بالعصبية القومية، وإنا نرى أن الفن المصري نفسه لن يخسر بحال من الأحول إذا تساهل المؤلف وأحل نفسه قليلا مما عاهد نفسه عليه. وربما كان من الخير له أن يقف على أهواء أهل جيله ويترضاها بعض الرضاء ليحل فيها محلا يمكنه من التسلط عليها وحملها على ما يريده بالرفق واللين.
وقصة (أردشير) كغيرها من قصص (ألف ليلة) ليست لها من الوجهة التاريخية قيمة، فلا وجود لأبطالها لا في التاريخ العربي ولا الفارسي، ولكن هذا لا ينقص من قيمتها كموضوع لقصة تمثيلية، إذ سواء في الفن القصصي أن تتخذ مادته من الروايات التاريخية الصحيحة أو من الأساطير، والصدق الفني الذي نتطلبه في القصة هو الصدق في خلق الشخصيات وترتيب الحوادث. والأساطير نفسها فيها من صدق التصوير للحياة الإنسانية في سذاجة لا أثر للصنعة فيها مما يدخلنا في صميم البيئة التي نشأت فيها.
و(أسطورة أردشير) مثال له أشباه كثيرة في الأدب العربي والفارسي تتبين فيها طرائق الحب في بلاد الشرق التي عرفت الحجاب أو ما يسمى تقاليد «الحريم». وأردشير بطل هذه القصة مثال العشاق من أولاد الملوك الذين يتخذون الحب نوعا من اللهو يشبه الصيد والقنص، كما يجرون وراء الغرائب والأماني العسيرة الممتنعة، فإننا نراه في هذه القصة يجد وراء (حياة النفوس) كماجد چيسون
Jason
في البحث عن الجزة الذهبية، ونرى في الأسطورة نوعا من الحب قد لا نراه في غير بلاد الشرق: ذلك الحب الذي يسوق رجلا إلى امرأة لم يعرفها أو هو حب الرجل لفكرة المرأة المجردة!
Unknown page
الجمال الفني: الشعر والموسيقى والتصوير (هدية الأستاذ الفنان عنايت الله إبراهيم).
وللأستاذ أبي شادي أسلوب خاص في الشعر قد لا يرضي طائفة من القراء والأدباء قد أولعت بالأناقة اللفظية، ولا بد لنا في هذه المناسبة من أن نحدد أثر هذا الأسلوب في كتابة الأوبرا، ولا نريد في الوقت نفسه أن نتعرض هنا لمناقشة وجوه الرأي في موقف تلك الطائفة وما هي عليه من خطأ أو صواب. أمامنا الآن قصة شعرية غنائية لم تكتب لتقرأ فقط بل لتظهر على المسرح وتكون قطعة فنية يشهدها الخاصة والعوام. هكذا يريد لها مؤلفها وغير مؤلفها: فهو يبغي قبل كل شيء أن يعرض أمام الناس فنا سائغا مفهوما سهلا لا أن يجعلها معرض صناعة كلام، وطنطنة ألفاظ تعودنا أن نسمعها في كل شعر يقال في مصر، ولا نستثني من ذلك إلا أقلية الشعر الذي يكتبه المجددون ... ومثل تلك الأساليب التي تعنى بأدب الشكل في الصياغة اللفظية ولا يهمها الجوهر كفيلة بأن تميت بطريقتها أبرع فنون الأدب إذا ظهرت في ثوبها! وقام بسببها في أذهان الناس أن الشعر تجمل وضرب من ضروب الشعوذة لا طائل من ورائه! ولم يجر الشعر إلى هذا الحضيض وينفر الناس منه في هذا البلد إلا ما درج عليه أغلب الشعراء من تقليد العرب وتأثرهم بمعاييرهم الأدبية فيما يسمونه بشرف الديباجة وجزالة اللفظ إلى أمثال تلك الدعاوى العريضة التي لا نسمع عنها في لغة أخرى غير اللغة العربية! فلمؤلف هذه القصة من جرأته في نبذ تلك التقاليد ما يجعل له فضلا في إعطاء الشعر روحا مصرية غير الروح العربية التي نزيفها، وقد قرب بذلك مسافة الخلف بين اللغة العربية وبين الروح العامة في لغة النشر والحديث، وأفاض عليها لونا يتفق مع طريقة التمثيل وروح الغناء.
الشاعر (هدية الأستاذ الفنان عنايت الله ابراهيم).
تلحين الأوبرا
أيصدق القارئ أن المكافأة التي طلبها ملحن مصري معروف لوضع موسيقى هذه الأوبرا لا يقل عن ألف جنيه، بينما يعلم أن الشاعر المؤلف لن ينال عشر هذا القدر جزاء تفكيره وإيحائه ونظمه؟ ... لا شك في أنه يصعب على القارئ هذا التصديق ... ولنزده علما بأن ملحنا آخر مشهورا لم يستطع تخفيض مكافأته المطلوبة عن خمسمائة جنيه! وهكذا تقام العراقيل عن غير قصد في سبيل نهضة الأوبرا المصرية ...
لسنا من يعترض على حسن مكافأة الملحنين بل نرى هذا واجبا على الفرق التمثيلية تشجيعا لهم على الإتقان الذي تعود نتيجته بالربح الجزيل على هذه الفرق ذاتها، ولكننا في وقتنا الحاضر تعوزنا روح التعاون والتضحية في سبيل النفع العام، وما دام المؤلف يضحي وقلما يتناول أكثر من خمسين جنيها ثمنا لجهده في قصته المسرحية، فالمنتظر من الزملاء الملحنين الأفاضل أن يجاروا هذا الروح إلى أن تتكون وتنهض الأوبرا المصرية الصحيحة، وليس المنشود المراعاة المادية فقط بل العمل على بلوغ أسمى المستطاع من إتقان، واستدراج الجمهور شطر الروح الغربية الراقية الواجب بثها في موسيقانا، ولا سيما في موسيقى الأوبرا.
وهنا أقف قليلا لأترحم على روح نابغة الموسيقى المصرية المغفور له الشيخ سيد درويش الذي أهديت إلى روحه وفنه نظيم هذه الأوبرا، فقد كان الموسيقي الوجداني المطبوع المعبر عن العواطف والمواقف والمعاني أجمل تعبير، المتنقل في غير كلفة بإبداع ساحر من موقف إلى آخر.
والأديب الذي يشهد الهزليات الموسيقية التي ظفرت بتلحينه لا يشق عليه أن يحكم - دون سابق معرفة - بأن أنغامها من وضع الشيخ سيد درويش، لما يتبينه فيها من روح جديد آخذ باللب، ومن تعبير حي لا يسأمه سامعوه، ومن نزعة أوروبية شائقة. وللأسف ترك الشيخ سيد درويش بموته فراغا لم يشغله ملحن نابغة ناشط حتى الآن، ولم يقلد إلا فيما كان يقدره لعمله من أجر عال! ولا تزال موسيقى التخت العقيمة متفشية في المسرح قاتلة للأوبرات، وواقفة في سبيل كل نهضة ميسورة.
كنت أتحدث في هذا الموضوع أمام الممثلة الغنائية الشهيرة السيدة منيرة المهدية فانتقدت عادة مسخ الأوبرات الأوروبية الشهيرة ووضع موسيقى مصرية لها، بدل ترجمتها شعرا وتطبيق الموسيقى الأوروبية على هذه الترجمة، فوافقتني على نقدي وأشارت إلى ما قام به الموسيقار المعروف الأستاذ كامل الخلعي
1
Unknown page
صاحب كتاب (الموسيقي الشرقي) في تلحين الأوبرا (كارمن
Carmen ) مطبقا الأنغام الأصلية بقدر الاستطاعة على الترجمة العربية، وأطرت الأستاذ الخلعي كما وافقتني على واجب العناية بنظم الأوبرا وأقرت نظراتي وملاحظاتي التي ذكرتها في ختام الأوبرا (إحسان). ولا أدري لماذا حاد ملحنونا عن هذا التطبيق الأمين في الأوبرات الأخرى المترجمة، ولماذا لم تعتمد الفرق التمثيلية على معاونة الشعراء في ترجمتها ترجمة منظومة حتى تستكمل شروط الأوبرا؟! وإذا كان الباعث على نفور ملحنينا من هذا التطبيق الرغبة في الإبداع، فلتكن هذه الرغبة مقصورة على التأليف الأصيل، وليتقوا حرمة الفن فيطلقوا موسيقى التخت المريضة التي جنت وما تزال تجني على ذوقنا الفني!
وكم اعتذر الملحنون عن قصورهم بجهل الجمهور المصري، وحاجتهم إلى مجاراته، وهذا عذر أقبح من الذنب، لا سيما والأوبرات تلحن وتمثل لخاصة الشعب ومتعلميه قبل عامته وجهلائه ... وهذه المسألة تذكرني بواقعة لا بأس من التنويه بها، فقد كنت أشهد (فرقة الكسار) وهي تمثل رواية (ملكة الجمال) فكان الجمهور مسرورا من فكاهات الرواية، متابعا مشاهدها وأغانيها بعض المتابعة، إلى أن غنى الشيخ حامد مرسي في (دور بيكولو) ومن معه (البنات الثلاث) الأناشيد الآتية، وحينئذ دوى المسرح بالتصفيق العظيم ... وما السر الأول في ذلك إلا موسيقاها الجديدة الأوروبية النفحة المخالفة مخالفة ظاهرة لبقية أغاني الرواية! فهل بعد ذلك يصح أن يلام الجمهور المصري على تقصير ملحنينا وجمودهم، وهل يسوغ عدلا أن يتهم في استعداده الموسيقي وفي ذوقه الفني؟!
أما الأغاني المشار إليها فها هي بنصها العامي معدلة قليلا كما سمعتها:
بيكولو :
أتاري الحياة الهنيه
دي كانت خيال في خيال!
سحابه ومرت علي
ما كنتش تخطر في بال!
بلابل شجيه تغني
Unknown page
يا شوقي لأيام زمان!
سلبتيها يا دنيا مني
خوانه ولا لكيش أمان!
البنات الثلاث :
ينجي شبابك
دا نوحك يزيدنا
وتخفيف عذابك
يا ريت كان في إيدنا
بيكولو :
في إيدكم وقادرين عليه
Unknown page
وشرطا في غاية السهوله
يواسي الحزين زيي إيه
في شدة آلامه المهوله
خلاف المؤانسه
وحسن المجانسه
ونظره لطيفه تنسي الوجود
ولمسه لطيفه لورد الخدود!
البنات الثلاث :
الكلام ده مين يقوله
والممات جنبه قريب
Unknown page
كل شيء تقدر تقوله
بس ما يكونشي معيب
بيكولو :
الهوى الصافي النزيه
أجمل ما فيه
الشرف لا بد ينصان في حمى
طول ما فهش عله
في الأرض تنافيه
الملايكه تباركه في أعلا السما
وليست معاني ولا مباني هذه الأغاني بأحسن ما في الرواية من نظم الأستاذ بديع خيري، ولكنها جاءت معبرة عن الموقف وعاونتها الموسيقى في ذلك بإخلاص تام، فنجحت نجاحا عظيما وصفق لها النظارة المستمعون طويلا واستعادوا بتصفيقهم الحار. ولا أدري كيف فات حضرة الملحن وحضرة مدير الفرقة ملاحظة هذه الظاهرة سواء في هذه الرواية أو في غيرها من الهزليات الموسيقية، مما يعزز رأيي في أن صفوة الجمهور المصري أصبحت أكثر تعلقا بالتجديد والتنويع والنفحة الأوروبية، وأكثر عزوفا عن موسيقى التخت السقيمة.
Unknown page
وبعد، فلا أرى مفرا من طرح هذا السؤال وهو: إذا كان الملحنون المصريون لا يقدرون المسئولية الفنية الملقاة عليهم، ولا يحفلون بواجبهم الوطني التهذيبي، ولا يعنون بالاستمرار على تكوين أنفسهم بالدرس والاطلاع والإنتاج الصالح، ولا يهتمون بالتعاون مع المؤلف الشاعر على إنشاء وترقية الأوبرا المصرية، فماذا يبقى للأخير؟ أيكتفي بجهده الأدبي ويقنع بأداء نصيبه من التأليف؟ أم يبحث بين الأوروبيين على موسيقار مستعرب مجيد ويتعاون معه على الإخراج الموسيقي؟ أم يظل متعلقا بخيط من الأمل الضعيف زمنا أطول؟
وكما أبرئ الجمهور من حب الجمود فكذلك لا أرى من العدل أن يكال اللوم لمغنياتنا ومغنينا المسرحيين، فقد أظهر الجميع استعدادا مشكورا للتنقل إلى الأمام نحو الأكمل كلما أتحفهم المؤلفون والملحنون بشيء جديد راق، وإذا صح أن أغلبية الشعراء في مصر محافظون فالأصح أن كل الملحنين المصريين تقريبا جامدون، وماذا يجدي مثلا استثناء الدكتور صبري وعبد الوهاب أو غيرهما إذا كانا لا ينتجان، أو ما دام إنتاجهما قليلا جدا؟!
قدموا يا سادتي النقاد للسيدة منيرة مثلا أوبرا راقية التلحين ثم لوموها بعد ذلك إذا ما هي قصرت في التمرن الوافي على غنائها بالإتقان الفني المطلوب. أما والأغاني التي تعرض عليها عادية، وهي مقيدة بأنغامها، فلا وجه للومها إذا هي اضطرت إلى مراعاة تلك القيود ... وإذا كانت الروايات الغنائية المصرية لا تعمر طويلا فلوموا الملحن قبل لوم المؤلف الأمين المجتهد، وقبل لوم المغنية والمغني، ما دام ما ينتجه فنه لا يصلح للحياة، بينما المنتجات الأوروبية الراقية تعيش خالدة، وتسمع في دور التمثيل كما تسمع في القصور والمنازل، وفي الأندية والحفلات والمشارب، وفي جميع الحواضر المتمدنة بلا تمييز بين قطر وقطر وبين أمة وأخرى.
فاليوم الذي يتقن فيه تلحين الأوبرا في مصر لهو فتح جديد لثقافتنا الأدبية لأنه سيزيد نشاط الشعر العصري الجديد، كما أنه سيخرج لنا بدائع فنية جديرة بالذيوع القومي، وربما استحق بعضها الذيوع العالمي أيضا، فيكون بمثابة دعاية صالحة للثقافة المصرية تكسبنا تقدير واحترام الشعوب الراقية.
أحمد زكي أبو شادي
موضوع القصة
تلخيص عن «ألف ليلة وليلة»
كان بمدينة (شيراز) ملك عظيم يسمى (السيف الأعظم شاه) وكان قد كبر سنه ولم يزرق ولدا، ثم خدمه الحظ أخيرا ورزق وليا لعهده فسماه (أردشير)، وكان جميل الطلعة فهذبه والده وعلمه إلى أن شب وترعرع، وكان قبلة آماله ورعايته. وكان بالعراق ملك يسمى (الملك عبد القادر)، وكانت لهذا الملك بنت جميلة تسمى (حياة النفوس)، وكانت تبغض الرجال وترفض الزواج، وقد خطبها من أبيها الملوك الأكاسرة دون نجاح، وكانت تهدد والدها بالانتحار إذا ما اضطرها إلى الزواج.
فسمع ابن الملك (أردشير) بذكرها فتعلق بها، ثم ازداد كلفه فأعلم والده بذلك، فنظر إلى حاله ورق له وصار يكرر له وعده بالزواج منها، ثم أرسل وزيره إلى أبيها ليخطبها فأبى، فلما رجع الوزير من عند الملك (عبد القادر) وأخبره بما اتفق له معه وأعلمه بعدم قضاء حاجته شق ذلك على الملك (السيف الأعظم شاه) واغتاظ غيظا شديدا، وكاد يعقد نيته على غزو بلاد الملك (عبد القادر) وتخريبها، وقال: هل مثلي يرسل إلى أحد من الملوك في حاجة فلا يقضيها له؟! ثم أمر بالاستعداد العظيم لمحاربته، فلما بلغ ولده (أردشير) هذا النبأ الخطير قال لأبيه الملك: «أيها الملك الأعظم لا تكلف نفسك بشيء من هذا وتجرد هؤلاء الأبطال والعسكر وتنفق مالك فإنك أقوى منه، ومتى جردت عليه هذا العسكر الذي معك أخربت دياره وبلاده، وقتلت رجاله وأبطاله، ونهبت أمواله ويقتل هو أيضا، فيبلغ ابنته ما يقع لأبيها وملكه من جرائها فتقتل نفسها، وحينئذ أموت أنا أيضا بسببها، إذ لن أعيش بعدها أبدا.» فقال له الملك والده: «فما يكون رأيك يا ولدي؟» قال له: «أنا أتوجه في حاجتي بنفسي، وألبس لبس التجار، وأتحايل للوصول إليها، وأنظر كيف يكون قضاء حاجتي منها.» فقال أبوه: «هل صممت على اختيار هذا الرأي؟» فقال له: «نعم يا والدي!» فدعا الملك بالوزير وقال له: «سافر مع ولدي وثمرة فؤادي، وساعده على مقاصده، واحتفظ عليه، ودبره برأيك الرشيد، فإنك معه عوضا عني.» فقال الوزير: «سمعا وطاعة!»
ثم إن الملك والملكة أعطيا الأمير فوق حاجته من الذهب وأعطياه أيضا جواهر وفصوصا ومصاغا ومتاعا وذخائر وقلائد وملابس وتحفا، وجميع ما كان مدخرا من عهد الملوك السالفين مما لا تعادله أموال، ثم أخذ معه من مماليكه وغلمانه ودوابه جميع ما يحتاج إليه في الطريق وغيره، وتزيا بزي التجار هو والوزير ومن معهما، وودع والديه وأهله وقرابته وساروا يقطعون القفار آناء الليل والنهار إلى أن بلغوا (المدينة البيضاء)، وهناك توطنوا ثم استأجر الأمير بمشورة الوزير دكانا فخما في سوق البزازين ونقلا إليه البضائع والتحف، وأقام فيه الأمير (أردشير) وغلمانه كتاجر ومساعديه، فكان يلفت الأنظار الكثيرة إليه لبهاء طلعته، وكانت الناس تتسامع به وبحسنه فيأتون إليه لغير حاجة ويحضرون السوق حتى ينظروا إلى حسنه ويتمتعوا بمرآه، وكثيرا ما ازدحم السوق براغبي التطلع إليه!
Unknown page
ولم يزل على هذه الحالة مدة إلى أن جاءته في إحدى الأيام سيدة عجوز ذات حشمة وهيبة خلفها جاريتان، وطلبت إليه أن يعرض عليها شيئا نفيسا فعلم بالتحري منها أنه للأميرة (حياة النفوس) فأراد إهداءه إليها، وقدم لها حلة نفيسة تساوي عشرة آلاف دينار، فتعجبت العجوز وحاولت معرفة سره، وأخيرا بعد المعاهدة على الكتمان حدثها بحديثه كله، فعطفت عليه وإن رأت أمنيته شبه مستحيلة، ووعدته بالمساعدة على أية حال.
وقد بدأت مساعدته بنقل كتاب حب منه إلى الأميرة «حياة النفوس» مع هديته وادعت للأميرة أنها لا تعرف ما تضمنه الكتاب فاستاءت الأميرة عند الاطلاع عليه، فأشارت عليها مربيتها العجوز بالرد عليه توبيخا، وهكذا أبقت صلة المراسلة بينهما زمنا. وأخيرا فطنت الأميرة إلى حيلتها فأمرت بطردها بعد ضربها ضربا مبرحا، ونقلتها إلى منزلها، فلما شفيت من إصابتها ذهبت لزيارة الأمير (أردشير) وأخبرته بما وقع لها، فتكدر جدا وقال: «والله عسر علي ما جرى لك. لكن يا أمي ما سبب كون الأميرة تبغض الرجال؟!» فقالت: «يا ولدي اعلم أن لها بستانا مليحا ما على وجه الأرض أحسن منه، فاتفق أنها كانت نائمة فيه ذات ليلة من الليالي، فبينما هي في لذيذ النوم إذ رأت في المنام أنها نزلت في البستان فرأت صيادا قد نصب شركا ونثر حوله قمحا وقعد على بعد منه ينظر ما يقع فيه من الصيد. فلم يكن إلا مقدار ساعة وقد اجتمعت الطيور لتلتقط القمح، فوقع طير ذكر في الشرك وصار يتخبط فيه، فنفرت الطيور عنه وأنثاه من جملتها، ولكن أنثاه لم تغب عنه غير فترة ثم عادت وتقدمت إلى الشرك، وما زالت تقرضه بمنقارها حتى خلصت طيرها، كل هذا والصياد قاعد ينعس! فلما أفاق نظر إلى الشرك فرآه قد انفسد ... فأصلحه وجدد نثر القمح وقعد على بعد من الشرك، فبعد ساعة إذا بالطيور قد اجتمعت عليه ومن جملتها الأنثى والذكر، فتقدمت الطيور لتلتقط الحب، وإذا بالأنثى قد وقعت في الشرك وصارت تختبط فيه، فطار الحمام جميعه عنها وطيرها الذي خلصته من جملة الطيور ولم يعد إليها! وكان الصياد غلب عليه النوم ولم يفق إلا بعد مدة مديدة، فلما أفاق من نومه وجد أنثى الطير في الشرك ... فقام وتقدم إليها وخلص رجليها من الشرك ثم ذبحها ... فانتبهت بنت الملك وهي مرعوبة، وقالت: هكذا تفعل الرجال مع النساء! فالمرأة تشفق على الرجل وتضحي بروحها لأجله وهو في المشقة، وبعد ذلك إذا قضى عليها المولى ووقعت في مشقة فإنه يفوتها ولا يخلصها ويضيع ما فعلته معه من المعروف ... فلعن الله من يثق بالرجال، فإنهم ينكرون المعروف الذي تفعله معهم النساء! ثم إنها أبغضت الرجال من ذلك اليوم».
فقال ابن الملك للعجوز: «يا أمي! أما تخرج إلى الطريق أبدا؟» قالت: «لا يا ولدي! إلا أن لها بستانا، وهو متنزه من أحسن متنزهات الزمان، وفي كل عام عند نضوج الأثمار فيه تنزل إليه وتستعرضه يوما واحدا ولا تبيت إلا في قصرها، وما تنزل إلى البستان إلا من باب السر وهو واصل إلى البستان. وأنا أريد أن أعلمك شيئا، وإن شاء الله يكون فيه صلاح لك، فاعلم أنه بقي إلى أوان الثمر شهر ثم تنزل الأميرة إلى البستان، فمن يومنا هذا أوصيك بأن تذهب إلى خولي ذلك البستان وتجتهد في اكتساب مودته وصداقته، فإنه ما يدع أحدا من خلق الله تعالى يدخل هذا البستان لكونه متصلا بقصر بنت الملك، وسأعلمك قبل نزولها بيومين فتذهب أنت على جاري عادتك وتدخل البستان وتتحايل لتبيت فيه، فإذا نزلت بنت الملك تكون أنت مختفيا في بعض الأماكن فإذا رأيتها فاخرج لها، وهي لا بد مفتتنة بجمالك!»
ثم عرفته العجوز مكان بيتها وعرفها مكان منزله، وأخذ الأمير (أردشير) بمشورة وزير والده ومساعدة ماله يتودد إلى البستاني (باعتباره ابن الوزير وباعتبارهما غريبين عن المدينة ولا يعرفان شيئا عن البستان وأصحابه، وإنما يحبان الخلوة والطبيعة)، وكان البستاني شيخا هرما. وأخيرا أشار الوزير بإصلاح القصر العتيق المقام داخل البستان من مالهما ليكون ذلك مدعاة إلى بر أصحابه به، فشكر لهما هذه المروءة والإنسانية وأحضر البنائين والمبيضين والدهانين لإصلاحه، وأوحى الوزير إلى الأخيرين برسم صورة حلم الأمير كما علمه من (أردشير) نقلا عن مربيتها العجوز، مع إضافة تصوير الطير الذكر (الذي لم يعد لتخليص أنثاه) مختطفا في مخالب جارح حيث ذبحه وشرب دمه وأكل لحمه، وأوصاهم بحسن الدهان والتزويق.
وأما عن الأميرة (حياة النفوس) فقد اعتادت أن تستصحبها مربيتها على الأخص في مشاهدة البستان عند أوان الفاكهة، فلما وافتها أنواع من الفاكهة الجديدة وتاقت إلى النزول إلى البستان تذكرت مربيتها، فوبخها ضميرها على إساءتها إليها، وبعثت في طلبها لتصافيها ثانيا، وأخيرا اصطلحتا. ثم آن أوان نزول الأميرة إلى البستان فأخبرت العجوز الأمير (أردشير) بذلك مقدما، وتحايل هو بماله على صرف البستاني في ذلك اليوم.
ولما دخلت الأميرة (حياة النفوس) ومربيتها إلى القصر (الذي أصلح) أثناء التنزه في البستان حيث شاهدت تصوير الحلم دهشت الأميرة أيما دهشة، وتطرقت العجوز من التعليق على ختام الحلم إلى مدح شهامة الذكور وتضحياتهم في سبيل إناثهم بما أدى إلى نفي بغض الأميرة للرجال! وسرت بإصلاح القصر فأمرت بمكافأة ألفي دينار للبستاني، ثم استدرجتها مربيتها العجوز وحدها للتنزه في بقية البستان إلى أن جمعتها بالأمير (أردشير) الذي اتفقت قبلا معه على الظهور من مخبئه عندما تقول: «يا حنينا بلطفه» إلخ. فتوثقت المحبة بينهما على الفور! وخشيت العجوز من الافتضاح فأدخلتهما القصر وقعدت على بابه، وقالت للجواري عند ظهورهن: اغتنمن الرياضة والتنزه فإن الأميرة (حياة النفوس) نائمة! وهكذا تمكنا من تبادل كئوس الهوى حتى قبيل الغروب ثم افترقا على وعد التلاقي! وهكذا اشتعلت نار الغرام في قلبيهما، وبمساعدة المربية العجوز ومشورتها تمكن الأمير (أردشير) من التسلل إلى القصر الملكي متخفيا بزي امرأة، حتى بلغ مقصورة الأميرة التي عرفته بمجرد أن كشفت عن وجهه، فضمته إلى صدرها وفرحت بلقائه، وحرصت على بقائه فاستبقته لديها! ولكن أمرهما اكتشف في ليلة طاب لهما الشراب طويلا فلم يهجعا ولم يناما، اكتشفهما الخادم كافور (وكانت قد أساءت إليه) وهي راقدة في حضن الأمير، فأبلغ والدها بعد وضع الحراس عليها، فاستشار والدها الملك وزيره فأشار بقتلهما جزاء فجورهما ... الموهوم، وهكذا دفعا إلى الجلاد بأمر الملك (عبد القادر) الذي طلب أن لا يستشار ثانيا في أمرهما! فجرهما الجلاد إلى النطع، ثم آثر تأخير قتل الأميرة رجاء أن يصفح والدها الملك عنها. وبينما يتأهب الجلاد لقتل الأمير إذا بوفود الجند الشيرازي وعلى رأسه الملك العظيم (السيف الأعظم شاه) قد ظهرت بوادره بامتلاء الفضاء بالغبار ... فيحجم السياف عن تنفيذ حكم القتل، ويبلغ الملك عبد القادر بعد التحري أن من حكم بقتله إنما هو أمير حقيقي وأن هذا والده الملك العظيم وقد أتى باحثا عنه بعد أن استبطأ عودته، فيحمد الله على نجاته من القتل، وتتصافى القلوب وينتهي الأمر بخطوبة الأميرة (حياة النفوس) - بعد أن تحقق والدها من طهارتها وعفتها - إلى الأمير (أردشير) برضاء الملكين وسرورهما، وتقدم إليهما أنفس الهدايا ثم تسافر مع خطيبها وحميها الملك الأعظم ووزيره وجنده في أبهة وسعادة لا تحد، عائدة معهم إلى مقر ملكهم الكبير، تحفها جواريها وخدمها ومظاهر البذخ والملك الفخم.
أشخاص القصة
السيف الأعظم شاه:
ملك شيراز الكبير.
الأمير أردشير:
Unknown page
ولي عهده.
وزير السيف الأعظم شاه.
الملك عبد القادر:
ملك المدينة البيضاء أو بغداد.
الأميرة حياة النفوس:
ابنته.
وزير الملك عبد القادر.
مربية الأميرة.
الخادم كافور.
الجلاد.
Unknown page
تجار، جمهور، جند وحراس، وصيفات، راقصات، جواري، وخدم.
نسق التمثيل
وتصرف الشاعر في الوضع هو التصرف التأليفي الفني لضمانة التأثير ولعرض الحوادث الكثيرة في الحدود المسرحية المعقولة. (1) الفصل الأول
قصر الملك السيف الأعظم شاه. (2) الفصل الثاني
المنظر الأول:
سوق البزازين بالمدينة البيضاء. (يبقى معظم النور مطفأ وتنزل الستار لفترة دقيقة إعدادا للمنظر الثاني.)
المنظر الثاني:
بستان الأميرة والقصر المجدد. (3) الفصل الثالث
المنظر الأول:
مقصورة الأميرة. (فترة دقيقتين بين المنظر والآخر.)
Unknown page
المنظر الثاني:
مقصورة الملك عبد القادر. (4) الفصل الرابع (فترة دقيقتين بين كل منظر وتاليه.)
المنظر الأول:
ساحة الجلاد.
المنظر الثاني:
معسكر السيف الأعظم شاه وجنده على أبواب بغداد.
المنظر الثالث:
قصر الملك عبد القادر.
تمثيل القصة
الفصل الأول
Unknown page
(قصر الملك السيف الأعظم شاه في شيراز: منظر الإيوان والعرش، وقد انتظم كبار الحاشية سيدات ورجالا ملتفتين بعض الالتفات إلى مدخل الإيوان لاستقبال الملك والملكة وولي العهد والوزير عن جانبي العرش.)
حاشية القصر (تغني نشيد الاستقبال) :
الجلال والسياده
للملوك * الأكابر
والجمال والعباده
لا الشكوك * للأزاهر •••
يا مليكا مستعزا
ساد من حب الرعيه
عش لشعبك! عش لشعبك!
لن ينال الملك عزا
Unknown page
ومكانا في البريه
دون حبك! دون حبك! •••
الجلال والسياده
للملوك * الأكابر
والجمال والعباده
لا الشكوك * للأزاهر •••
جنة الأرواح أنت
أنت يا خير مليكه
في الزمن!
عشت للدنيا وعشت
Unknown page
ربة دون شريكه
للمنن! •••
الجلال والسياده
للملوك * الأكابر
والجمال والعباده
لا الشكوك * للأزاهر •••
يا ولي العهد أهلا
بالعلى فيك وسهلا
بالأمير (أردشير)!
أنت آمال المعالي
Unknown page
أنت عنوان الكمال
يا منى الشعب الكبير! (يدخل الملك وبجواره الملكة ويمشيان ببطء، وقد حمل ثلاثة من الحاشية ذيل طيلسانه كما حمل وصائف الملكة الثلاث ذيل طيلسانها، ثم يتبعهما ولي العهد الأمير أردشير ثم الوزير العائد من السفر بعد المفاوضة في خطوبة حياة النفوس بينما الحاشية تتم النشيد. ويتوجه الملك والملكة إلى كرسي العرش بينما يقف ولي العهد والوزير مواجهين لهما.)
الجلال والسياده
للملوك * الأكابر
والجمال والعباده
لا الشكوك * للأزاهر
هذه أنوار عرش
دائم الإشراق باق
للفخار!
صانه من قبل جيش
Unknown page
حب شعب في ائتلاق
وازدهار! •••
الجلال والسياده
للملوك * الأكابر
والجمال والعباده
لا الشكوك * للأزاهر
الملك السيف الأعظم شاه (غاضبا) :
كيف هذا يا وزيري؟
كيف هذا؟ كيف هذا؟
إنني الشاه الأجل!
Unknown page