الحديث الثاني والعشرون
أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن سلفة الأصبهاني بقراءتي عليه، أنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن محمود
-ق١٧أ-
الثقفي بأصبهان، أنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري بها، أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف ثنا على بن الحسن بن أبي عيسى الهلالي، ثنا حجاج بن منهال الأنماطي، ثنا حماد بن سلمة، ثنا ثابت عن أنس، عن ابن مسعود عن رسول الله ﷺ قال آخر من يدخل الجنة رجل يمشي على الصراط فهو يمشي مرة ويكبو مرة، وتسفعه النار مرة، فإذا جاوزها التفت إليها فقال ﵎ الذي أنجاني منك لقد أعطاني شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين فيرفع له شجرة فيقول أي رب أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بها وأشرب من مائها، فيقول الله ﷿ ابن آدم لعلي أن أعطيتكها تسألني غيرها فيقول لا أي رب فيعاهده أن لا يسأل غيرها فيدنيه منها وربه يعلم أنه يفعل لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم يرفع له شجرة أخرى أحسن من الأولى فيقول أي رب أدنني منها فلأستظل بظلها، وأشرب من مائها ولا أسألك - وربه يعلم أنه سيفعل وهو يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه - فيقول الله تعالى يا ابن آدم ألم تعاهدني إنك لا تسألني غيرها فيقول بلى يا رب ولكن هذه لا أسألك غيرها فيقول الله تعالى لعلي أن أدنيك فتسألني
-ق١٧ب-
فيعاهده بأن لا يفعل فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم يرفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين فيقول أي رب أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها ولأشرب من مائها فيقول الله تعالى يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها فيعاهده أن لا يفعل وربه يعلم أنه سيفعل وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ أي رَبِّ أدخلنيها فَيَقُولُ يا ابن آدم مَا يصيرني مِنْكَ أَترْضى أَنْ أُعْطِيَكَ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا قَالَ فَيَقُولُ أي رب أتستهزئ بِي وَأَنْتَ رَبُّ العالمين فَضَحِكَ ابن مسعود ثُمَّ قَالَ أَلاَ تَسْأَلُونِي مم ضَحِكْتُ قَالُوا وبم ضَحِكْتَ قَالَ هكذا فعل رَسُولِ اللهِ ﷺ وضحك فقال أَلاَ تَسْأَلُونِي مم ضَحِكْتُ فقَالُوا مم ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللهِ فقَالَ من ضَحِكِ رَبِّ العالمين حِينَ قَالَ أتستهزئ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعالمين، فيقول لا أستهزئ بك ولكني على ما أشاء قادر.
(م) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عفان عن حماد.
1 / 25