Arbacun Hadithan

Khomeini d. 1409 AH
31

Arbacun Hadithan

الاربعون حديثا

Genres

الفاسدة والملكات الرذيلة التي تنشا عن الشهوة والغضب والوهم عندما تكون حرة وتحت تصرف الشيطان وبين منافع ومضار كل واحدة من الاخلاق الحسنة والفضائل النفسية ، والملكات الفاضلة والتي هي وليدة تلك القوى الثلاث عندما تكون تحت تصرف العقل والشرع ، ليرى على اي واحدة منها يصح الاقدام ويحسن العمل ؟! .

فمثلا ، ان النفس ذات الشهوة المطلقة العنان التي ترسخت فيها اي في النفس واصبحت ملكة ثابتة لها ، وتولدت منها ملكات كثيرة في ازمنة متطاولة ، هذه النفس لا تتورع عن اي فجور تصل يدها اليه ، ولا تعرض عن اي مال ياتيها ، ومن اي طريق كان ، وترتكب كل ما يوافق رغبتها وهواها مهما كان ولو استلزم ذلك اي امر فاسد .

ومنافع الغضب الذي اصبح ملكة للنفس ، وتولدت منه ملكات ورذائل اخرى ، منافعه هي انه يظلم بالقهر والغلبة كل من تصل اليه يده ، ويفعل ما يقدر عليه ضد كل شخص يبدي ادنى مقاومة ، ويثير الحرب باقل معارضة له ، ويبعد المضرات وما لا يلائمه ، باية وسيلة مهما كانت ، ولو ادى ذلك الى وقوع الفساد في العالم . وعلى هذا النحو تكون منافع النفس لصاحب الواهمة الشيطانية الذي ترسخت فيه هذه الملكة . فهو ينفذ عمل الغضب والشهوة باية شيطنة وخدعة كانت ، ويسيطر على عباد الله باية خطة باطلة كانت ، سواء بتحطيم عائلة ما ، او بإبادة مدينة او بلاد ما .

هذه هي منافع تلك القوى عندما تكون تحت تصرف الشيطان ، ولكن عندما تفكرون بصورة صحيحة ، وتلاحظون احوال هؤلاء الاشخاص ، تجدون ان اي شخص مهما كان قويا ، ومهما حقق من آماله وامانيه فانه رغم ذلك لا يحصل على واحد من الالف من آماله ، بل ان تحقق الآمال ووصول اي شخص الى امانيه ، امر مستحيل في هذا العالم ، فان هذا العالم هو «دار التزاحم» وان مواده تتمرد على الارادة . كما ان ميولنا وامنياتنا ايضا لا يحدها حد ، فمثلا ان القوة الشهوية في الانسان ، هي بالصورة التي لو كانت بيده نساء مدينة كاملة بفرض المحال لتوجه الى نساء مدينة اخرى ايضا ، واذا اصبحت بلاد باكملها من نصيبه لتوجه الى بلاد اخرى ، وعلى الدوام تجده يطلب ما لا يملك ، رغم ان ذلك من فرض المحال انه مجرد خيال ، ومع هذا يبقى مرجل الشهوة مشتعلا ، وان الانسان لم يصل بعد الى امنيته . وهكذا بالنسبة الى القوة الغضبية فانها قد خلقت في الانسان بالصورة التي لو انه اصبح يملك الرقاب بشكل مطلق في مملكة ما ، لذهب الى مملكة اخرى لم يسيطر عليها بعد ، بل ان كل ما يحصل عليه يزيد من هذه القوة فيه . وعلى كل منكر لهذه الحقيقة ان يراجع حاله وحال اهل هذا العالم ، كالسلاطين ، والمتمولين ، واصحاب القوة والجاه ، وحينذاك سيصدق كلامنا هذا .

Page 35