او نوع ، لتغلبوا على جميع الطوائف والامم التي لا تحظى بالأخوة والوحدة كما يتضح ذلك من مراجعة التاريخ وخاصة دراسة الحروب الاسلامية وفتوحاته العظيمة ، حيث تمتع المسلمون لدى بزوغ القانون الالهي الاسلام بشيء من الوحدة والاتحاد ، واقترنت مساعيهم بشيء من الخلوص في النية ، فحققوا في فترة قصيرة انجازات عظيمة ، وهزموا القوى الجبارة آنذاك المتمثلة في ايران والروم وانتصروا رغم قلة عددهم وعدتهم على الجيوش المدججة بالسلاح وعلى المجتمعات الكبيرة .
ان نبي الاسلام قد اجرى عقد الاخوة في الايام الاولى بين المسلمين ، فسادت الاخوة حسب الآية الكريمة «انما المؤمنون اخوة» (1) بين جميع المؤمنين .
وفي الكافي الشريف : عن العرقوفي قال : سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول لأصحابه : «اتقوا الله وكونوا اخوة بررة في الله متواصلين متراحمين . تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا وأحيوه» (2) .
وعن ابي عبد الله عليه السلام قال : «يحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل والتعاون على التعاطف والمواساة لأهل الحاجة وتعاطف بعضهم على بعض حتى تكونوا كما أمركم الله عز وجل :«رحماء بينهم ...»» (3) .
وعنه عليه السلام : «تواصلوا وتبارروا وتراحموا وكونوا اخوة بررة كما امركم الله عز وجل» (4) .
ومن المعلوم انه كلما يبعث على ازدياد هذه الصفات ، يكون محبوبا ومرغوبا فيه وكلما ينقص هذه الاخوة ويفرط عقد التواصل ويدفع نحو التمزق ، يعتبر مبغوضا عند صاحب الشريعة ومناقضا لاهدافه الكبيرة . ومن الواضح لدى الجميع بأن هذه المعصية الكبيرة الخطيرة الغيبة اذا أشيعت في المجتمع ، اصبحت سببا للضغينة والحسد والعداوة والبغض وترسيخ جذور الفساد في المجتمع ، وغرس شجرة النفاق فيه ، وضعضعة وحدة المجتمع وتضامنه ، ووهن اساس الديانة ، وفي النهاية تزداد في المجتمع القبائح والفساد .
فيجب على كل مسلم غيور ملتزم ، لصيانة نفسه من الفساد ، واهل دينه من النفاق وللمحافظة على المجتمع الاسلامي ووحدته ولتحكيم عقد الاخوة ان يبتعد عن هذه الرذيلة ، ويمنع المغتابين من هذه الموبقة القبيحة ، ويتوب الى الله من هذا العمل الكريه ، اذا كان مبتليا به ، ويسترضي من اغتابه . واذا أمكن من دون ان يفضي الى مشكلة استحله ، والا استغفر له الاربعون حديثا :290
Page 289