ذلك ايضا يكون الذكر باللسان محبوبا ومستحبا ، ويقود الانسان في نهاية المطاف الى الحقيقة . ومن هذا المنطلق ورد في الاحاديث الشريفة مدح عظيم للذكر اللساني . وقليلا ما تجد موضوعا يشتمل على احاديث كثيرة مثل موضوع الذكر . وقد اثنت ايضا الآيات الكريمة كثيرا على ذكر الله باللسان . وان كانت هذه الآيات غالبا ما تتحدث عن الذكر القلبي او الذكر مع الروح ، ولكن تذكر الحق في كل مرتبة محبوب ومطلوب . ونحن نختم الكلام في هذا المقام بعرض بعض الاحاديث الشريفة للتيمن والتبرك .
فصل: في ذكر بعض الاحاديث في فضل ذكر الله
في الكافي بسند صحيح عن الفضيل بن يسار قال : قال ابو عبد الله عليه السلام : «ما من مجلس يجتمع فيه ابرار وفجار فيقومون على غير ذكر الله عز وجل الا كان حسرة عليهم يوم القيامة» (1) .
من الواضح ان الانسان عندما تنكشف عليه يوم القيامة ، النتائج العظيمة لذكر الله ، ويرى نفسه بعيدا عنها ، ويعلم بانه قد حرم من نعم كثيرة ، ولا يستطيع تداركها ، تستولي عليه الحسرة والندامة . فيجب على الانسان ان يغتنم الفرصة ولا يخلي مجالسه ومحافله من ذكر الله .
الكافي بسند موثق عن ابي جعفر عليه السلام : «من أراد ان يكتال بالمكيال فيقل اذا اراد ان يقوم من مجلسه.«سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين»» (2) .
ونقل عن الامام الصادق عليه السلام بأن امير المؤمنين عليه السلام قال : من أراد ان يكون يوم القيامة كيله تاما من الثواب فليتلوا هذه الآيات المباركة سبحان ربك الى آخره في دبر كل صلاة (3) .
وعن الصادق عليه السلام مرسلا ، كفارات المجالس أن تقول عند قيامك منها« سبحان ربك رب العزة عما يصفون* وسلام على المرسلين* والحمد لله رب العالمين» (4) .
الكافي باسناده عن ابن فضال رفعه قال : «قال الله عز وجل لعيسى عليه السلام : يا عيسى اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي واذكرني في ملإك أذكرك في ملأ خير من ملأ الآدميين . يا عيسى ألن لي قلبك واكثر ذكري في الخلوات واعلم ان سروري ان تبصبص إلي وكن في ذلك حيا ولا تكن ميتا» (5) .
Page 277