============================================================
الوصالة العاشرة الطلالع والبوارق في السفلى، ولايعرف ذلك الاتحاد هذا الرئيس والمرؤوس الا من اتغذ في العلم سبيل فرنوريوس وكما لابد في حصول الصور الطبيعية من مادة حاملة للقوة الاستعدادية كذلك في فيضان الأنوار العقلية لا غرو من قوة هيولانية. وإذ قد استبان في مقرها أن النفس تعقل بذاتها، فلو كانت الصورة العقلية خارجة عنها لكانت مركبة من الهيولى و صورتها كما آنه لو كان فاعل الصورة العقلية خارجا عنها لم تكن عاقلة بذاتها و لكان التركيب المستحيل جائزا عليها فلم تكن نورا قدسيا فلا محالة يكون فيها تركيب قوى و جهات و تأليف أعداد وصنات، و من ذلك قال أول من سلك هذه المسالك: آن النفس عدد متحرك فتبضر حتى لاتقع في المهالك.
بارله [ه] الهي إتحاد الذلس والعهل والمعقول] إذا أنت بهذه المرماة أصبت الغرض، فاعلم أن النفس عقل بالذات كما أن العقل نفس بالعرض وكذا المعقول عقل بالذات كما أن العقل بالعرض هي المعقولات 1. فهي والعتل و المعقول واحد بالضرورة فالنفس كل الأشياء في وحدة.
ثم اعرف التفاوت بين القول بأن النفس كذلك وبين ما قال بعضهم2 في شأن البارين تعالى ذلك؛ فجل جناب الحق عن أن يطرق باب كبريائه الجمعية الأحدية. أو يسمع من وراء أستار غيبه نداء الكثرة المتأحدة لضلأ عن أن يكون فيه سبحانه؛ وبالبملة. من المستبين أن تعقل الشيء هو تملكه فلا يكون ذلك إلا لما هو ملكه. وفي هذا المقام نطق لسان بعض القهماء بأن مالك الأشياء هو الأشياء كلها، فلا ترل قدم بعد ثبوتها.
ن: هي الممقولات بالعرض.1 إشارة الى ما ذاله الفارابى في فصوصه منه (هامش فى).
Page 233