292- حديث: ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار))، لا يشبهه شيء من الأحاديث الجزئية، لأنه بالغ درجة التواتر، رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو من ثمانين نفسا أو أكثر، وإن كان في بعض أسانيدها من قد تكلم فيه فلا يضر ذلك، لأن المتواتر لا يراعى فيه عدالة المخبرين، بل بلوغهم إلى حد ينتفي عليهم الغلط أو التواطؤ، ثم استواء طبقاته كلها على هذا الحد. وكذلك هنا، فإن حديث كل صحابي له سند مستقل، وبعضها رواه عن الصحابي جماعة من التابعين، وكذلك عن التابعين فيزداد انتشارا، وقد اتفقا عليه في ((الصحيحين)) من حديث علي بن أبي طالب، وأبي هريرة، وأنس، والمغيرة بن شعبة، وانفرد به البخاري من حديث الزبير، وسلمة بن الأكوع، وعبد الله بن عمرو بن العاص. وانفرد به مسلم من حديث أبي سعيد الخدري، وأخرجه الترمذي، وابن ماجه من حديث ابن مسعود، وابن ماجه أيضا من حديث جابر، وأبي قتادة، ورواه الإمام أحمد في ((مسنده)) من حديث عثمان بن عفان، وابن عمر، وزيد بن أرقم، وواثلة بن الأسقع.
293- وكل طرق هؤلاء صحيحة، وروي أيضا كذلك في ((مسند البزار))، و((معجم الطبراني))، وغيرهما من حديث سعيد بن زيد، والسائب بن يزيد، وعقبة ابن عامر، وسلمان الفارسي، وعمران بن حصين، وأبي أمامة الباهلي، وعائشة، وطارق بن أشيم، وخالد بن عرفطة رضي الله عنهم.
294- فهؤلاء بضعة وعشرون صحابيا إسناد الحديث إلى كل واحد منهم إما صحيح أو حسن، وبقية الطرق إنما تفيد بلوغه إلى درجة التواتر لا أنها مستقلة بنفسها.
Page 379