124- وهو أول من سمي أمير المؤمنين، وطعنه أبو لؤلؤة غلام المغيرة ابن شعبة، وهو قائم في صلاة الصبح يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة، سنة ثلاث وعشرين، وتوفي بعد ذلك بليلتين، أو ثلاث، ودفن بالحجرة الشريفة مع صاحبيه يوم الأحد هلال المحرم سنة أربع وعشرين، وقيل: قبل ذلك بيوم أو يومين.
وكانت مدة خلافته عشر سنين، وخمسة أشهر، وأحد وعشرين يوما، و[نزل] الإسلام بموته درجة عظيمة، رضي الله عنه وأرضاه، وأرانا وجهه في جنات عدن بفضله.
فصل
125- قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} قال ابن عباس رضي الله عنهما: أي: شرائع دينكم.
واختاره المحققون، لأنها نزلت نجوما، وآخر ما نزل هذه الآية، ولم ينزل بعدها حكم.
وقيل: المراد بالإكمال رفع النسخ عنه، فإنه لم ينزل بعدها ما ينسخ شيئا من الأحكام.
126- وعن قتادة: يعني أمر حجكم، إذ لم يحج في تلك السنة مشرك، ولا طاف بالبيت عريان، ووقف الناس كلهم بعرفة، فحمل الدين على بعض خصوصياته، والأول أقوى لحمله على العموم.
127- وقوله تعالى: {وأتممت عليكم نعمتي} أي: بإكمال الشرائع والأحكام، وإظهار دين الإسلام.
128- وأما قوله تعالى: {ورضيت لكم الإسلام دينا}، فقيل: معناه أعلمتكم برضائي به لكم دينا، فإنه تعالى لم يزل راضيا بالإسلام لنا دينا، فلا يكون لاختصاص الرضا بذلك اليوم فائدة لو حملناه على ظاهره.
Page 340