Arbac Rasail
أربع رسائل لقدماء فلاسفة اليونان وابن العبري
Genres
478 جاءت امرأة إلى نحاس بمرجل مثقوب ليصلحه، فطلى الثقب بقليل من الطين وسوده بشحار ودفعه لها، فلما أخذته المرأة ووضعت فيه ماء ترطب ذلك الطين وبدأ المرجل يرشح، فرجعت إلى النحاس وقالت له: ماذا صنعت فإن المرجل لم يزل كما كان سابقا. فقال : لعلك صببت فيه ماء وأنا ظننت أنك تضعين فيه حنطة أو صوفا، فإن قصدت أن تجعلي فيه ماء فخذيه إلى من هو أحذق مني ليصلحه لك.
جاء مفسر أحلام من تكريت إلى بغداد: فسئل لماذا تركت بلدك وأتيت إلى ها هنا؟ فأجاب إن البق في تكريت لا يدع أهلها ينامون؛ ولهذا لا يرون أحلاما ولا يحتاجون إلى مفسر «ليست هذه النكتة في الأصل السرياني».
480 أضاء حانوتي سراجا في النهار ووضعه قدامه، فسألوه عن هذا فقال: إني أرى كل الذين حولي يبيعون ويشترون وأنا لا يقربني أحد، فظننت أنهم لا يرونني فأوقدت السراج ليروني.
482 كان آخر يبيع فجلا فجعل ينادي: خذوا كلوا من هذا السكر! أحلى من العسل! فتقدم إليه رجل وقال: عندنا مريض اشتهى الفجل الحامض هل عندك منه؟ قال له: دونك هذا الفجل الذي قدامي فهو مطلوبك ولا تصدق قولي؛ لأن كل ما عندي أشد حموضة من الخل والليمون. (13) أحاديث لبعض الظرفاء
490 كان رجل يقول إن الخير والشر من الله وليس للإنسان فيهما إمكان. فقال له بعضهم: وأنا أزيف معتقدك بفصل صغير، فإني أرفع يدي على عنقك بهذا السيف وأسألك: هل يمكني أن أضرب عنقك؟ فإن قلت «نعم» خرجت عن رأيك وأثبت العمل للإنسان، وإن قلت «لا» قطعت رأسك وبينت لك إني قادر.
492 قال آخر: أنا وأخي توأمان، فهو صار تاجرا كبيرا وأنا صعلوك فقير، فكيف إذن يصح رأي المنجمين فهذا دليل على كذبهم.
510 قيل لآخر وكان يأكل سمكا وحليبا ألا تخاف أن تجمع في معدتك بين السمك والحليب؟ فأجاب: وكيف يحس السمك بالحليب وهو قد مات.
513 دخل آخر على قوم سكارى فضربوه فقيل له: لم لم تشتمهم؟ أجاب: إنهم سكارى ولا يفهمون؛ فيضيع شتمي لهم عبثا.
518 سمع بعضهم رجلا يقول لرفيقه إن سرت في الليل وأردت أن الكلاب لا تؤذيك، فاقرأ في وجههم المزمور الذي في الآية: «خلص يا رب من فم الكلب واحدتي» فقال السامع : بل دعه يأخذ في يده أيضا عصا؛ لأنه ليس الكلاب كلها تفهم المزامير إلا القارئين منها فقط.
522 وقعت تهمة على رجل فحكم عليه القاضي بأن يضرب خمسين سوطا. ثم عرف بعد ذلك أنه مظلوم، فقال له: قد أخطأنا في جلدك وأنت بريء. فقال للقاضي: اكتب في سجلك ما وقع علي ظلما حتى إذا عملت زلة تحسب لي هذه الجلدات ولا تعود تضربني ثانية.
Unknown page