نحو "ما أحبَّ زُهيرًا إلى أبيه! " ونحو "ما أبغضَ الخائنَ إليَّ". ولا يكونُ هذا إلا إذا دَلَّ فعلُ التعجب على حُبٍّ أو بُغضٍ، كما رأيتَ.
فإن كان في المعنى مفعولا، وكان فعلُ التعجب في الأصل مُتعديًا بنفسه، غير دالٍّ على عِلْمٍ أو جهلٍ، جُرَّ بالَّلام نحو "ما أحب زُهَيرًا لأبيه! وما أبغضَني للخائن! وما أكسبَني للخير! ".
فإن دلَّ على علمٍ أو جهلٍ جرَرْتُ المفعول بالباءِ، نحو "ما أعرفني بالحقِّ! وما أجهلَهُ بالصدق! وما أبصَرك بمواقع الصواب! وما أعلمَهُ بطرُقِ السّداد! ".
وإن كان فعلُ التعجب في الأصل مُتعدِّيًا بحرف جر، جرَرتَ مفعولهُ بما كان يَتعدّى به من حرفٍ، نحو "ما أغضبَني على الخائن! وما ارضاني عن الأمين! وما أمسكني بالصدق، وما أكثرَ إذعاني للحقّ".
(٦) وقد وَرَدَ تصغيرُ "ما أفعلُ" شُذوذًا، وهو فعلٌ لا يُصغّرُ، لأنَّ التصغير من خصائص الأسماءِ. غير أنه لما أشبهَ اسم التفضيل وزنًا وأَصلا ودلالةً على المبالغة، سهلَ عليهم ذلك، كقوله [من البسيط]
يا ما أَمَيْلَحَ غِزْلانًا، شَدَنَّ، لنا ... مِنْ هؤُليّائِكُنَّ الضّالِ والسَّمُرِ