65

Aqzam Jababira

أقزام جبابرة

Genres

فأجاب الخوري: هذه نعمة بعيدة عني، أنا عبد خاطي.

ثم تنهد تنهيدة عظيمة وقام إلى الصلاة وهو يقول: يا ليت، يا ليت!

ودخل الكنيسة يواكبه زكريا ويقول على مسمع من الناس: من يعلم؟ من يدري؟ عجائب الله كثيرة.

أما الخوري العتيق فتحلحل ونهض وهو يقول: إيه! صرنا ملعبة.

فغمز ابنه طرف جبته فصرخ: اتركني، ملعبة وأكثر، لولا العيب والحيا كنت أحش لحيته، خوري بهلول.

وبعد ظهر السبت قلعت الكنيسة ثيابها السود، وتزينت ابتهاجا بقيامة الذي وهب الحياة لمن في القبور، فصلوا صلاة خفيفة زحزحت الكابوس عن صدرهم، وعادوا إلى بيوتهم فرحين بعد ترتيلهم: المسيح حقا قام.

أما الخوري جرجس فظل في الكنيسة يصلي منتظرا قداس نصف الليل، وكان بعض شيوخ وعجائز يأتون لزيارة القبر، وما انتصف الليل حتى أقبل الخوري تيموتاوس وقرع الجرس قرعا ذكرهم بشباب «بليق» الأغر، فخف الشعب إلى الكنيسة، وانقسم الشمامسة جوقتين يخدمون القداس.

وفي مثل هذه الساعة التي تدحرج فيها الحجر عن القبر ليقوم السيد، أقبل الخوري تيموتاوس على باب الحنية الأيسر يبخر ويرتل بالسريانية، معظما من غلب الموت بالموت، ويسأله الرحمة لجميع المؤمنين، فطلع إليه من خلف المذبح - حيث القبر - شبح عليه ملحفة بيضاء، فتراجع الخوري مذعورا، وتقدم الشبح ووقف بالباب، فصرخ الأولاد والنساء، ووهل الرجال، واستبق الجميع الباب، وأفاق الخوري جرجس من سهوته على الضوضاء ونهض يستخبر، فرأى أمامه الشدياق زكريا، فقال: ايش صار يا شدياق؟ أين راحوا؟

فأجابه زكريا: هربوا، ظهر لهم المسيح.

فتعجب الخوري وقال: وأين الخوري تيموتاوس؟

Unknown page