فقلت لرفيقي: شوقتني إلى حديثه. فقال: إن نطق أبو الهول تسمع من القصص والأحاديث ما يمونك شهرا.
ونمت تلك الليلة وخيال إبراهيم يطوف حول سريري، وما أصبحت حتى كنت عنده، فوجدته منهمكا في حساباته، منكبا على دفتر طويل مرقم، كتب في صفحته الأولى:
عند السلطان عبد الحميد مليون ونصف ليرة.
عند الإمبراطور غليوم خمسة ملايين.
عند المسيو لوبه مليونان.
عند قيصر روسيا سبعة ملايين.
عند والي بيروت 300 ألف ليرة.
وهناك أرقام غير هذه لا تعد ولا تحصى، لم يسعها دفتر إبراهيم فاستعان بحيطان بيته، كان كلما سمع باسم ملك أو عظيم نزل اسمه في سجله وحيطانه.
حدثني إبراهيم عن علاقته المالية مع بيت روتشلد حديث واثق جاد، قال: إنها بلغت المائة من الملايين، الجماعة أمناء، ولكن حلاوة المعاملة أخذ وعطاء.
فقلت له: دين أهل بلدك، الغريب يتعبك.
Unknown page