103

Aqzam Jababira

أقزام جبابرة

Genres

من على المذبح، وإذا نصح المتحابين وما ارتدعا لجأ إلى «الحرم». وصاحب الغبطة لا يرد لمرسله طلبا، وبالجملة هو عدو العشاق الأكبر، جبار في الكنيسة، لا يحابي ولا يصانع، شعاره في أعماله الرسولية الآية القائلة: «هو ذا الفأس ملقاة على أصول الأشجار، فكل شجرة لا تثمر ثمارا صالحة تقطع وتلقى في النار.»

ألقى مقدمه الرعب في قلوب الرعية وخصوصا الزعماء، خافوا على عنادهم من الاندحار فأتمروا على الثبات في وجهه.

قال أحدهم وهو كبيرهم: اعقلوا يا جماعة، أنتم لا تعرفون اللاذقاني، هذا خوري لا يلعب، توقوه،

7

قلت لكم، فبكلمة واحدة منه يخرب بيوتكم إلى أبد الآبدين، البطرك يسمع له ويصدقه، والحكومة تلبي البطرك، وقد فهمت أنه جاءنا واعظا، ويصير قاضيا إذا خالفناه، ويرمينا بحجره، توقوه يا جماعة.

فتناظر الشبان ثم قالوا: يفرجها الله، أهلا وسهلا باللاذقاني.

وسألوا أم طنوس، جدة الوجيه الذي ينتصرون له، عن اللاذقاني؛ لأنه نزل في بيتهم يوم كان زوجها وكيل وقف الضيعة، فأخذت تخبر أخبارا عن عجائبه أشبه بحكايات ألف ليلة وليلة، منها أنها امتحنته ليلة، فوضعت له شمعة حد مخدته ولم تترك له علبة كبريت، وهذا الخوري يستحيل أن يكلم امرأة ليلا، فتحسس فلم يجد علبة النار، فنفخ نفخة غضبان لحرمانه صلاة الليل، فاشتعلت الشمعة وركع يصلي فرضه.

وروت عجوز أخرى أنه كان يخبز «البرشان»

8

للقداس، ففرت دجاجة بعثرت ما أعده الخوري قربانا وحطمته، فزجرها داعيا عليها: ليتك في بوز

Unknown page