يا إخواني، تريدون دخول القصر العظيم، هيهات هيهات، في الدنيا سلالم مختلفة: سلالم حجرية، سلالم خشبية، سلالم من لحم ودم، وأنتم واحد منها.
أما سمعتم قول ذلك الفيلسوف: كانوا سلما لي فصعدت عليهم؛ ولذلك اضطررت إلى دوسهم لإتمام سيري، أما هم فحسبوا أنني أستخدمهم للصعود والاستراحة عندهم.
مساكين أنتم يا جماعة! أنا أحمل الناس على ذراعي ليدخلوا القصر الشاهق، فأكافأ منهم بمسح أرجلهم بجبهتي. يستندون على أصابعي لئلا يسقطوا، وإذا دخلوا قعدوا يتنادمون ويسمرون، وأظل خارجا، أقاسي حر الصيف وبرد الشتاء، وإذا منوا علي فبقليل من الماء، ومكنسة عتيقة ليذهبوا أقذارهم عن سواعدي وصلعتي.
21
أنا سلم، أما أنتم فسلالم ومطايا تحملون الذين يصعدون على ظهوركم ورءوسكم وأعناقكم. أقسم لكم بالله أنني ما دخلت القصر، وكثيرا ما ينسفونني ويهدمونني إذا تعرضوا للخطر ... نحن في الهوى سوا يا إخواني ...
وتعجب الخفراء من صمت الجمهور العميق وتحديقهم إلى القصر، فقالوا لهم: لا تنتظروا، فالزعيم خرج من الباب الخلفي، روحوا في سبيلكم.
وتعجب الجمهور من بلاهة الخفراء فقالوا لهم: ما سمعتم وعظة سلم القصر؟
فصاح بهم عقيد الخفراء: مجانين أنتم يا بشر، السلالم تتكلم؟!
فأجابوا: نعم، نعم! وأبلغ وعظة سمعناها وعظتها.
فضحك العقيد وقال لهم: مساكين أنتم! من لم يكن لنفسه واعظا كلت عنه جميع المواعظ. امضوا بسلام، وانتظروا الدورة الآتية ... ولكن المجاذيب لا تتعلم!
Unknown page