عقوبتا الزاني والمرتد ودفع الشبهات
عقوبتا الزاني والمرتد ودفع الشبهات
Genres
مهمته فى رسالته البيان أم من ينكر ذلك؟! .
إن إنكار أعداء السنة المطهرة، لهذه المهمة، بحجة أن المولى ﷿ تكفل بهذا البيان والتفصيل فى قوله: ﴿ثم إن علينا بيانه﴾ (١) وقوله سبحانه: ﴿وهو الذى أنزل إليكم الكتاب مفصلًا﴾ (٢) وقوله: ﴿ونزلنا عليك الكتاب تبيانًا لكل شئ﴾ (٣) .
لا حجة لهم فى ذلك لما يلي:
أن مجئ لفظ البيان فى جانب الله تعالى: ﴿ثم إن علينا بيانه﴾، ومجئ لفظ "التبيين" فى جانب رسول الله، ﴿لتبين للناس ما نزل إليهم﴾ لا يفسر بأنه تنويع فى اللفظ، أو تفنن فى العبارة، وإنما هو قصد مقصود، وراءه دلالات يبحث عنها وهى:
أن "بيان" الله للقرآن إنما هو لنبيه ﷺ.
ومصدره هو الله تعالى.
ومستقبله رسول الله ﷺ.
وطريقه: الوحى فى صورة ما من صورة.
أما "التبيين" فهو من رسول الله ﷺ للناس.
ومصدره رسول الله ﷺ.
ومستقبله المخاطبون بهذا القرآن.
وطريقه إنما هو "اللغة" وليس "الوحى".
...
والخلاصة: رسول الله يتلقى بيان القرآن عن ربه "وحيًا" والناس يتلقون تبيينه عن رسول الله
"لغة وكلامًا".
إذن: هناك اختلاف بين "البيان" و"التبيين" من ثلاث جهات: من جهة المصدر، ومن جهة
_________
(١) الآية ١٩ القيامة.
(٢) جزء من الآية ١١٤ الأنعام.
(٣) جزء من الآية ٨٩ النحل. وينظر: ممن استشهد بذلك، توفيق صدقى فى مقاله "الإسلام هو القرآن وحده"، مجلة المنار المجلد ٩/٥١٦، ٩٠٧، وجمال البنا فى السنة ودورها فى الفقه الجديد ص٣٣، ومحمود أبو ريه فى أضواء على السنة المحمدية ص٤٠٤، والصلاة لمحمد نجيب ص٢٣، وقاسم أحمد فى إعادة تقييم الحديث ص٨٦، ومصطفى المهدوى فى البيان بالقرآن ١/١٠، ٢٩، وأحمد صبحى فى الصلاة فى القرآن ٣٢، ٦٠، ٦١، وإسماعيل منصور فى تبصير الأمة ص١٠، ١١، ١٥ وغيرهم.
1 / 13