وانثنت في دلال، وهي تشم العطر القوي، فأحس ذلك التناسق البديع في جسدها، وقال مذهولا: قاتل الله الناس! لقد شوهوا الحب!
وتساءلت: كيف؟! - خلطوا بينه وبين أخس العواطف، أليست مصيبة أن تكون القبلة سبيل المحب الصادق والمشتهي السافل سواء بسواء؟!
أنا الآن مثلا أريد أن أقبلك، أقبلك فقط، ولكنني لا أجرؤ، حتى لا أثير في نفسك الشك بأن جسدك البديع أغراني!
وأغرقت في الضحك ثم قالت: من الخير أن لا تفعل؛ لأنني سأظن ذلك فعلا!
واستطردت بعد برهة: قل لي، هل سأراك قريبا؟
وأجاب مدهوشا: قريبا جدا، غدا إذا شئت.
وفكرت لحظة، ثم قالت: لا أظن غدا، ولا بعد غد! إني ذاهبة لزيارة خالتي المريضة، وقد أبقى بجانبها يومين، وسوف أكلمك بعد عودتي.
وافترقا في هذا المساء، بعد أن ضغط على يدها بحرارة.
وحاول أن يقبلها، فقالت وهي تميل برأسها لتتجنب قبلته: تذكر ما قلته لك ... كم ستكون القبلة شهية بعد أيام!
ووجد نفسه في اليوم التالي وحيدا، لا يدري ماذا يفعل، فسار في الطريق لا يعرف أين تقوده قدماه.
Unknown page