١- ومن مناقبهم التي وردت في السنة عن المصطفى ﵊ أن فقراء المهاجرين هم أول من يعبر الصراط إلى الجنة وأنهم يدخلونها قبل الأغنياء بأربعين سنة: فقد روى الإمام مسلم في صحيحه بإسناده إلى أبي أسماء الرحبي أن ثوبان مولى رسول الله حدثه قال: قال: كنت قائمًا عند رسول الله ﷺ فجاء حبر١ من أحبار اليهود فقال: السلام عليك يا محمد فدفعته دفعة كاد يصرع منها فقال: لم تدفعني؟ فقلت: ألا تقول يا رسول الله فقال اليهودي: إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله فقال رسول الله ﷺ: "إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي" فقال اليهودي: جئت أسألك فقال له رسول الله ﷺ: "أينفعك شيء إذا حدثتك؟ " قال: أسمع بأذني فنكت٢ رسول الله ﷺ بعود معه فقال: " سل" فقال اليهودي: أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات؟ فقال رسول الله ﷺ: "هم في الظلمة دون الجسر"٣ قال: فمن أول الناس إجازة٤ قال: "فقراء المهاجرين" قال فما تحفتهم٥ حين يدخلون الجنة؟ قال: "زيادة كبد النون"٦ قال: فما غذاؤهم على أثرها قال: "ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها" قال: فما شرابهم عليه؟ قال: "من عين فيها تسمى سلسبيلا" ٧ قال: صدقت. الحديث٨.
وروى أيضًا بإسناده إلى عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى
١ـ الحبر: هو العالم، النهاية في غريب الحديث ١/٢٢٨
٢ـ النكت: هو الضرب في الأرض بعود أو حديدة أو غير ذلك، انظر: النهاية ٥/١١٣.
٣ـ الجسر: هو الشيء المتخذ للعبور عليه. انظر النهاية ١/٢٧٢، والمراد هنا الصراط.
٤ـ الإجازة: هنا بمعنى العبور والجواز.
٥ـ التحفة: طرفة الفاكهة، والجمع التحف ثم تستعمل في غير الفاكهة. النهاية ١/١٨٢.
٦ـ قال في النهاية: كبد كل شيء وسطه ٤/١٣٩، والمراد بالنون الحوت.
٧ـ السلسبيل: اسم للعين وقال مجاهد وغيره هي شديدة الجري انظر: جامع البيان ٢٩/٢١٨.
٨ـ صحيح مسلم ١/٢٥٢.