Aqbat Wa Muslimun

Jaques Tajir d. 1371 AH
83

Aqbat Wa Muslimun

أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م

Genres

وفي عام 399ه «1008م» فرض الحاكم قيودا أخرى على الزي ثم منع الأثرياء من النصارى من امتلاك العبيد واستخدام المسلمين، وأصدر أمره في نفس السنة بهدم كنائس القاهرة ونهب كل ما فيها، ولما علم بأن النصارى يطوفون خارج أسوار كنيسة القيامة بالقدس، في أثناء الاحتفالات الدينية، وخاصة يوم أحد الشعانين وفي عيد الفصح، أمر بهدم الكنيسة، وكان لهذا الإجراء الأخير دوي هائل، لا في الشرق فحسب، بل وفي الغرب؛ إذ «بكى المسيحيون جميعهم»،

23

ولا بد أن يكون هذا الإجراء أحد الأسباب المهمة لقيام الحروب الصليبية، وتقول الرواية: إن الكاتب الذي نسخ هذا الأمر كان نصرانيا، وإنه مات حزنا بعد أيام قلائل.

وفي عام 400ه «1009م»، صدرت أوامر مشددة تقضي بإلغاء الأعياد المسيحية ومنع الاحتفال بها في أنحاء البلاد، وصودرت أوقاف الكنائس والأديرة لحساب بيت المال، ومنع أيضا ضرب النواقيس، كما نزعت الصلبان من قباب الأجراس، ووصل الحال إلى أنه طلب إلى النصارى أن يمحوا الوشم من أيديهم وأذرعتهم.

وفي عام 402ه «1011م» شاءت إرادة الحاكم أن يعلق النصارى حول عنقهم صلبانا من الخشب طول الصليب ذراع ووزنه خمسة أرطال، ونفذت مشيئة الحاكم بحذافيرها وخاصة بالنسبة إلى الموظفين، الذين لم يتيسر الاستغناء عنهم «لمضايقتهم».

24

وفي ربيع عام 403ه «1013م»، صدر أمر بهدم وسلب الكنائس والأديرة الموجودة في الأراضي المصرية بدون استثناء، وكان على كل موظف نيط به هذا العمل أن يتأكد من هدم الأبنية الموجودة في المنطقة التابعة له هدما تاما، ويقال: إن عدد الكنائس والأديرة التي هدمت في ذلك الحين بلغ ثلاثين ألفا.

ومما زاد الحالة سوءا، وحشية الرعاع، والسوقة الذين ما لبثوا أن هبوا هبتهم ليحققوا إرادة مولاهم، فمحوا الكنائس محوا ووصلت بهم ثورة الانتقام إلى نبش القبور واستخراج عظام الموتى لاستعمالها وقودا للحمامات.

25

وصدر بعد ذلك أمر إلى المكاريين والنوتية بأن يرفضوا نقل الذميين.

Unknown page