168

Manhaj al-daʿwa fī ḍawʾ al-wāqiʿ al-muʿāṣir

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

Publisher

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Genres

المبحث السادس مراعاة حاجات المدعوين:
من الضروري للداعية الحكيم: أن يراعي حاجات الناس، من فقر، ومرض، ونكاح، وأن لا يتجاهلها، بل يكون قوي الملاحظة في ذلك مع المدعوين.
فقد خرج رسول الله ﷺ مرة، فإذا بأبي هريرة ﵁ في الطريق، وقد خرّ على وجهه من الجَهْد والجوع، فقال له: "يا أبا هر" فقلت: لبيك رسول الله وسعديك، فأخذ بيدي فأقامني. وعرف الذي بي، فانطلق بي إلى رحله، فأمر لي بعُسّ من لبن، فشربت منه، ثم قال: «عد فاشرب يا أبا هريرة». (١)
ومن أعظم الفوائد الدعوية في هذا الحدث:
تَفَطُّن رسول الله ﷺ إلى حال أبي هريرة، وعدم تجاهل حاجته ...
ومن بديع ما يذكر هنا: أن أحد الصحابة جامع زوجته في رمضان، فسأل النبي ﷺ عن ذلك، فقال له: "هل تجد رقبة تعتقها؟ " قال: لا .. قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ..؟ قال: لا .. فقال: فهل تجد إطعام ستين مسكينا؟ قال: لا .. قال: فمكث النبي ﷺ، فبينا نحن على ذلك أتي النبي ﷺ بِعَرَقٍ فيها تمر «والعَرَقُ: المِكْتَل» قال: أين السائل؟ فقال: أنا. قال: خذها فتصدق به، فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟

(١) رواه البخاري (٥٣٧٥)، والعُسُّ: القدح الكبير، النهاية، مادة: (عسس).

1 / 170