Anwar Nabi
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
Genres
الشمس تجري في وجهه ونصاعة منظره، وإذا تكلم فالنور يخرج من ثنياه، وإذا تبسم أضاء نوره في الجدرات.
وتذكر محاسن أعضائه، وظرافة شكله، وحسن شمائله، وحلاوة ألفاظه، ورشاقتها في نطقه.
ثم تذكر ما شاء الله من الصفات التي عجز البلغاء عن حصرها، وكلت ألسن الفصحاء عن عدها.
ثم يقول: كان والله (صلى الله عليه وسلم) كما قال شاعره حسان رضي الله عنه:
متى يدب في الداجي البهيم جبينه
يلح مثل مصابح الدجى المتوقد
فمن كان أو من قد يكون كأحمد
نظام الحق، أو نكال لملجد
وقال الأشعري: إنه تعالى نور ليس كالأنوار، والروح النبوية القدسية لمعة من نوره، والملائكة شرر تلك الأنوار انتهى، نقله في مطالع المسرات.
والإشارة بقوله (صلى الله عليه وسلم): «اجعلنى نورا»: أي حقا يظهر في كل شيء ولا أظهر بشيء، وقد يستهلك الحق به، فكل شيء ينسب لوجوده، ويكون هو المرتدي والحق رداءه، فالمرتدي هو المستهلك فيه، فإذا كان العبد رداء كان هو الظاهر والحق باطن، وإذا كان الحق رداء فالأمر بالعكس.
وبالنسبة للنور الروحاني: وهو الانعكاس نور الأنبياء، ويسمى بالانعكاس الثاني، ومنه خلقت أرواح الملائكة، فالملائكة خلقت من نور، وهي نورانية، وهذا النور هو النور المحمدي في الانعكاس الثاني، والمرحلة الثالثة من عالم الأمر، فهو فرع الفرع.
والحقيقة لبشريته (صلى الله عليه وسلم) في الكل، وخلقت من نوره (صلى الله عليه وسلم)، وهو أول عين تعين، ومنه تفرعت الأعيان.
والنور الحسي والجسماني: هو الانعكاس الثلاثي، فالنور المحمدي الأول كلما ازداد انعكاسه وابتعد عن أصله ازداد كثافة، إلى أن أصبح ضياء حسيا كالشمس، ثم انعكاس النور المحمدي على الوجود بأركانه الأربعة وهي الماء والعرش والقلم واللوح المحفوظ،
Page 161