93

Anwar Nabi

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

Genres

فمن كان أو من قد يكون كأحمد

نظاما لحق أو نكالا لملحد

وليس ظهور النور في الليل أقوى وأشد، وإنما خص الجبين؛ لأن النور أول ما يظهر في الأماكن المرتفعة ثم ينتشر.

وفي البخاري: عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا سر استنار وجهه كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه انتهى.

ولا يفهم من هذا أن استنارة وجهه خاصة بوقت السرور؛ لأن أصلها ظاهر في كل وقت؛ لأن نورانيته (صلى الله عليه وسلم) ذاتية لازمة، وكمالها وتمامها خاص بوقت السرور، وهذا أمر معروف في كل حسن يتجلى تمام حسنه عند السرور أكثر.

وقد دخل (صلى الله عليه وسلم) يوما على عائشة وأساريره تبرق: أي يلمع منها شبه البرق فقالت: يا رسول الله أنت أحق بقول أبي كثير الذي قال في ربيبه:

وإذا نظرت إلى أسرة وجهه

برقت كبرق العارض المتهلل

وهذا أصل كما قال القاضي أبو بكر بن العربي في سراج المريدين في قلب المعنى الحسن، وأخذه من غير حقه ووضعه في حقه.

وكان (صلى الله عليه وسلم) يعرف غضبه في وجهه لشدة صفاء بشرته وقوة نورانيته.

وقد شبه بعضهم جبهته المقدسة (صلى الله عليه وسلم) في بياضها المشوب بالحمرة، وصفائها وإشراقها واستنارتها بلوح فضة يتموج فيه الذهب، وفي هذا التشبيه وصف جبهته الشريفة بتمام الحسن، وكمال الجمال، وتفريج الناظر، وظفره بأكمل المطالب، وأشرف المآرب.

وقد روى ابن المبارك وابن الجوزي عن ابن عباس رضي الله عنهما: إنه (صلى الله عليه وسلم) لم يقم مع شمس قط إلا غلب ضوءه ضوء الشمس، ولم يقم مع سراج قط إلا غلب ضوءه ضوء السراج، ولهذا لم يظهر له (صلى الله عليه وسلم) ظل في شمس ولا قمر، كما قاله ابن سبع، والقاضي عياض وغيرهما.

وقد كانت رضي الله عنها تتذكر بديع صفاته، وحسن جماله، وبهاء نوره، كأن

Page 160