90

Anwar Nabi

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

Genres

وإن غايات كمالاته وعلومه ومراتبه وارتقائه لا حد لها ولا انتهاء، بل هو دائم الترقي بما لا يطلع عليه ويعلم كنهه إلا الله تعالى، وإن الترقي الحاصل له (صلى الله عليه وسلم) هو في الذات الإلهية وكمالاتها وأسرارها وعلومها لا في غير ذلك.

وذكر بعضهم أنه (عليه السلام) كان يزداد علما بجزئيات الأسماء الإلهية والكوائن الجزئية التي لا تتناهى قال: لأن الكائنات لا تزال تظهر كل آن بالتجلي الإلهي، وكل تجل له اسم إلهي يخصه يظهر من الغيب؛ إذ لا تكرار في التجلي للوسع الإلهي، فلهذا كان (صلى الله عليه وسلم) لا يزال يزداد علما مع الآنات دنيا وبرزخا وآخرة وإن كان عالما بما لا يتناهى إجمالا.

وفي عبارة: إن الترقي حاصل له في مدارج الجزئيات الداخلة تحت أجناس الكمالات المتعلقة بإكمال الدين والشفاعة للمذنبين، الحاصلة له (صلى الله عليه وسلم) على الكمال قبل وفاته؛ لأن جزئياتها وأشخاصها لا تنتهي إلى غاية كنعيم أهل الجنة فليتأمل.

النور العاشر وهو نور المولد:

فإنه كشف له عن سعادة مولده بالبرهان الفلكي الإلهي السماوي، فإنه كان له نصبة عجيبة لم يبصر قط في أيام العالم مثلها، ثم ظهر يوم مولده في الآفاق مائة معجزة:

منها: خمود نار فارس، وانشقاق إيوان كسرى، وزلزلة أبداد الهنود.

* قلت: بيان مولده الشريف: اختلفوا في عام ولادته، فالأكثرون أنه عام الفيل، بل حكي الاتفاق عليه، والمشهور أنه ولد بعده بخمسين يوما.

والصواب: إنه بمكة بالعشب، والمشهور أنه بالمسجد المشهور الآن بالمولد، وكان بعد طلوع فجر يوم الإثنين، ثاني عشر شهر ربيع الأول على المشهور، وقيل: ثامنه، وانتصر له كثيرون، قيل: وهو قول أكثر المحدثين، ووافق مولده بالشهور الشمسية ليسان، وما أحسن ما قيل في حقه:

يقول لنا لسان الحال منه

وقول الحق يعذب للسميع

فوجهي والزمان وشهر وضعي

ربيع في ربيع في ربيع

Page 157