بلفظ آخر، وقال: رواه أحمد واللفظ له وابن ماجه كلاهما من طريق علي بن يزيد الألهاني عن القاسم، يعني ابن عبد الرحمن الشامي عنه، يعني عن أبي أمامة.
قلت: ولفظ أحمد: حدثنا أبو المغيرة، حدثنا معان بن رفاعة، حدثني علي بن يزيد قال: سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة قال: «مر النبي (صلى الله عليه وسلم) في يوم شديد الحر نحو بقيع الغرقد، قال: فكان الناس يمشون خلفه قال: فلما سمع صوت النعال وقر ذلك في نفسه، فجلس حتى قدمهم أمامه؛ لئلا يقع في نفسه شيء من الكبر، فلما مر ببقيع الغرقد إذا بقبرين قد دفنوا فيهما رجلين- قال- فوقف النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال:
«من دفنتم هاهنا اليوم؟» قالوا: يا نبي الله فلان وفلان. قال: «إنهما ليعذبان الآن ويفتنان في قبريهما». قالوا: يا رسول الله، فيم ذلك؟ قال: «أما أحدهما فكان لا يتنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة». وأخذ جريدة رطبة فشقها ثم جعلها على القبرين قالوا: يا نبي الله، ولم فعلت؟ قال: «ليخففن عنهما». قالوا: يا نبي الله وحتى متى- يعني إلى متى يعذبهما الله؟ قال: «غيب لا يعلمه إلا الله». قال: «ولو لا تمزيع قلوبكم أو تزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع» (1).
وعلي بن يزيد هذا اختلف فيه، ووثقه ابن معين والجوزجاني والترمذي وصحح له، وقال العجلى: ثقة يكتب حديثه، وليس بالقوي.
وابن ماجه رواه في باب من كره أن يوطأ عقباه من أبواب قصر العلم والعلماء، إلا أنه اقتصر على صدره إلى قوله: من الكبر.
وقوله: (لئلا يقع في نفسه شيء من الكبر) معناه في نفس من وقع له مثل هذا؛ لأنه (عليه السلام) معصوم، فهو من التنبيه على ضعف حالة البشر، وأنهم محل للآفات كلها إلا من عصمه الله تعالى.
وأيضا أبصر الملك على صورته التي خلق فيها.
مرتبة عالم المثال وهي عبارة عن الأشياء الكونية المركبة اللطيفة التي لا تقبل التجزئة والتبعيض ولا الخرق والالتئام.
Page 131