Anwār al-Nabī (ṣ) asrāruhā wa anwāʿuhā
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
Genres
وبانقطاع الكهانة بمبعثه، وحراسة السماء من استراق السمع والرمي بالشهب، عد هذه ابن سبع، وبإحياء أبويه حتى آمنا به، وبوعده بالعصمة من الناس وبالإسراء، وما تضمنه من اختراق السموات السبع، والعلو إلى قاب قوسين، ووطئه مكانا ما وطئه نبي مرسل ولا ملك مقرب، وإحياء الأنبياء له وصلاته إماما بهم وبالملائكة، واطلاعه على الجنة والنار، عد هذه البيهقي، ورؤيته من آيات ربه الكبرى، وحفظه حتى ما زاغ البصر وما طغى، ورؤيته للباري تعالى مرتين، وبركوب البراق في أحد القولين، وقتال الملائكة معه وسيرهم معه حيث سار ويمشون خلف ظهره، وبإتيانه الكتاب وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب، وبأن كتابه معجز ومحفوظ من التبديل والتحريف على ممر الدهور، ومشتمل على ما اشتملت عليه جميع الكتب وزيادة، وجامع لكل شيء، ومستغن عن غيره، وميسر للحفظ، ونزل منجما، وعلى سبعة أحرف، ومن سبع أبواب، وبكل لغة، عد هذه ابن النقيب.
وقال صحاب التحرير: فضل القرآن على سائر الكتب المنزلة بثلاثين خصلة لم تكن في غيره.
وقال الحليمي في المنهاج: ومن عظم قدر القرآن أن الله خصه بأنه دعوة وحجة، ولم يكن مثل هذا لنبي قط، إنما كان يكون لكل واحد منهم دعوة ثم يكون له حجة غيرها، وقد جمعها الله لرسوله (صلى الله عليه وسلم) في القرآن فهو دعوة بمعانيه، حجة بألفاظه، وكفى الدعوة شرفا ألا تنفصل الدعوة عنها انتهى.
وأعطي من كنز العرش، ولم يعط منه أحد، وخص بالبسملة والفاتحة وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة والسبع الطول والمفصل، وبأن معجزته مستمرة إلى يوم القيامة وهي القرآن، ومعجزات الأنبياء انقرضت لوقتها، وبأنه أكثر الأنبياء معجزات، فقد قيل بأنها تبلغ ألفا، وقيل ثلاثة آلاف، سوى القرآن؛ فإن فيه ستين ألف معجزة، قال الحليمي:
وفيها مع كثرتها معنى آخر هو: أنه ليس في شيء من معجزات غيره ما ينحو اختراع الأجسام، وإنما ذلك في معجزات نبينا (صلى الله عليه وسلم) خاصة، وبأنه جمع له كل ما أوتيه الأنبياء من
Page 253